علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــ
aliatia123@yahoo.com
كاتب وصحفي عراقي
وضعت يدي على قلبي وانا اطالع التقرير العربي الاول بشأن التشغيل والبطالة في الدول العربية الذي اعدته منظمة العمل العربية.. اما مصدر القلق الذي يحتاج الى اعادة قراءة كتاب كارنيجي (دع القلق وابدأ الحياة) فهو خشيتي من خلو التقرير من ذكر العراق البلد العريق في البطالة والنميمة!
لكن والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه فقد جاء التقرير منصفاً واحتل العراق فيه المركز الثاني في الدول صاحبة اعلى معدل للبطالة عربياً أي اننا حصلنا على وسام فضي يعوضنا عن الخروج المتوقع من دورة بكين بخفي مشاركة جاءت في الوقت بدل الضائع!
لقد جاءت نسبة البطالة في العراق مفرحة اذ هي لاتتجاوز 29،5% وليس 50% كما كان يروج له اما الدولة الاولى فهي جيبوتي بنسبة بطالة 50% وجاءت الصومال بالمركز الثالث بنسبة 25% اما المركز الرابع وهو المركز الذي حققه منتخبنا بكرة القدم في دورة اثينا سنة 2004 فقد جاء من نصيب فلسطين بمعدل 23،5% اما الدول المرتاحة من البطالة فقد جاءت الكويت محققة ادنى معدل بطالة عربياً بالمركز الاول بنسبة نحو 1% تليها قطر بنسبة 2% ثم الامارات بنسبة 2،31% وان كانت شرطة دبي مشغولة هذه الايام بالبحث عن قاتل المطربة اللبنانية سوزان تميم!! تحت شعار (اذا غضبت عليك بنو تميم… حسبت الناس كلهم غضابا) ويخلص التقرير الى وجود 17 مليون شخص عاطل عن العمل في البلاد العربية وهو رقم يدعو الى الدهشة حقاً لان المتوقع ان يكون الرقم اعلى في مجتمعات تفشت فيها الامية والنفاق والقيل والقال وارتفاع معدلات المشاهدين لمسلسل (نور) التركي لسد النقص العاطفي!
لكن مما يؤسف له ان التقرير ذكر البطالة ولم يذكر العطالة التي تعني القيام بعمل لايتناسب مع المؤهل الذي يحمله الفرد والمظنون ان هذا التجاهل مقصود لان الادارة في مجتمعاتنا العربية حريصة على وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب امعاناً في اذلال العباد والبلاد والاستمرار في السيطرة على الثروة وتوريثها لاحفاد الاحفاد (ولو تكاشفتم لما تدافنتم)!!.
التعليقات (0)