بصمتي ولا وجهي
حملة جديدة تخرج من رحم حملات سابقة وذات طابع معين , [حملة بصمتي كرامتي] فبعد ن ظهور حملة ولي أمري أدرى بأمري هاهي حملة أخرى تظهر مستفيدة من مناخ حرية التعبير وبروز وسائل التواصل التي أصبحت ملاذ امن لكل صاحب فكرة أو حملة .
الحملة تنادي باستبدال صورة المرأة في بطاقتها الشخصية ببصمتها , أقف مع هذه الحرية وان لم اتفق مع توجهاتها لأنني مؤمن بحرية الإنسان , وعلينا إلا نفرض ما نراه صواباً أو نسقط تفسيرات مختلف فيها ونتعصب لأجلها .
لكنني اختلف جزئياً فالمنادون يرون أنفسهم يمثلون الفضيلة والعفة دون غيرهم , وتناسوا أن المجتمع بطبيعته عفيف لا يمكنه التخلي عن عقيدته وفضائل الدين الحنيف , لكن هنالك أشخاص لا يؤمنون بالاختلاف المذهبي الفقهي الذي هو في الأساس نتاج دراسات ومناظرات بين علماء امة عبر القرون وليس وليد اللحظة أو الصدفة .
الحملة تقودنا للتساؤل والبحث عن أسباب ظهورها فمدعي الفضيلة والعفة ولا نشكك بصفاء نيتهم يريدون إسقاط قول بعض جمهور أهل العلم على الجميع وتناسوا أن المجتمع متنوع.
هذا الطرح لم يعد تعبيراً عن الرأي والفكرة بل هو في الأساس احتكار للأخلاق والقيم والفضيلة , وبالتالي فمن يعارض أو ينتقد الحملة وتلك الدعوة فسوف يصبح خارج دائرة الفضيلة والعفة وسوف تنال منه التهم حتى وان كانوا يرون أن وجه المرأة ليس بعورة فالحملة لم تراعي الاختلاف الفقهي وأقوال جمهور أهل العلم وتريد إلزام الناس برأي معين .
بعض الأطروحات بها حيل فمتى نقدم رؤيتنا للأشياء دون احتكار أو منهجه مقصودة .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى...
التعليقات (0)