مواضيع اليوم

بصمات مهتم برئ

آسفو الدونيت

2009-07-09 12:51:28

0

 لاأدري ما الذي دفعه لأرتكاب هذا الفعل الشنيع الذي أزهق فيه روحه العزيزة ونفسه الغالية لم اكن اتوقع أن يقوم بهذا العمل الذي أضاع فيه حياته وحياة أمه وأخته الصغيرة التي تربو على ستة سنوات من العمر .كان أمير شاب مؤمن متدين يعيش مع أمه الأرملة رقية وأخته رباب وكان هو رجل البيت حيث كان عمره سبعة عشرة سنة طالب في المدرسة المتوسطة ويعمل في المساء حارس في مدرسة مجاورة لبيتهم يدرس في النهار ويعمل في الليل وهو ديدن كل مجاهد شريف يجاهد هذه الحياة الصعبة ذات الظروف القاسية..
كان أمير محبوب لدى الجميع يؤدي ما عليه من عادات أجتماعية في قريته الصغيرة وفي يوم من الأيام رجع أمير مشدود الأعصاب سألته أمه: ما بك يا ولدي أجابها بأنه طبيعي ولايشكو من شئ لم يتناول العشاء بل خلُد إلى النوم وفي أحدى ألليالي الشتوية الباردة المظلمة وفي ساعة مبكرة طُرق الباب فتحت أم أمير ألباب وأذا بصديق أمير مهيمن ألقى عليها السلام وقال لها إنه يُريد أمير لأمر ضروري يخص الدراسة وهو بذلك لم يخبرها بحقيقة الأمر وهو أن مدرس أمير الأستاذ مراد كان قد قتل عن طريق الطعن بسكين ليلاً.
والأستاذ مراد هو مدرس مادة الأنكليزي كان شديد مع الطلاب وفض وخشن الأخلاق وفي أحدى الليالي أجتمع أمير مع مجموعة من ألاصدقاء في بيت مهيمن من أجل التحضير للأمتحان في مادة الأنكليزي جلس الأصدقاء في بيت مهيمن وهم كل من أمير ومهيمن وأمجد ونبيل ورياض جلسوا يتجاذبون الحديث عن الأمتحانات ويضحكون ويلاطف أحدهم الآخر فقام مهيمن وجلب لهم بعض الفاكهة مع سكاكين صغيرة لتقطيع الفاكهة إلى قطع صغيرة فتناول كل منهم سكيناً مع بعض الفاكهة وبدأ كل منهم يمزح مع الأخر الإ رياض فإنه كان يكره أمير كرهاً شديداً لا لشيء الإ أنه أي أمير كان أذكى من رياض ومن باقي الطلاب في جميع الدروس وبالأخص في مادة أللغة الأنكليزية فبدأ يجرح أمير ببعض الكلمات النابية وأمير كان يجادله بالتي هي أحسن ويقول له كفالك يارياض من ذلك فنحن أخوة وأصدقاء ولاداعي لهذا الكلام الجارح .كذلك كان رياض يكره أستاذ مراد ذلك لأن رياض كان طالباً غير مجتهد فهو دائماً يرسب في الأمتحانات .وبينما هم جالسين فكر رياض بأن يتخلص من أستاذ مراد وصديقه أمير عن طريق قتل أستاذ مراد بالسكين التي كان يأكل بها أمير .رياض كان أقارب مهيمن وبعد أنتهاء الجميع من الأكل قام رياض وأخذ صحن الفاكهة إلى المطبخ لكنه ما ان وصل إلى المطبخ حتى أخرج من جيبه كيساً وأدخل السكين التي أكل بها أمير ووضعها في الكيس ثم رجع إلى أصدقاءه والم يعلم به أحد إلإ الله سبحانه .
كان رياض ينتظر الفرصة للإنقضاض على أستاذ مراد ترى كيف له أن يجده ..فكر بطريقة وهي ان يتصل به وأن يطلب منه أن يشترك في الدورة التي كان يقيمها,وفعلاً أتصل رياض بأستاذه وطلب منه أن يشترك في الدورة لكنه لم يخبره بأسمه بل قال له إنه أحد طلابه طلب منه رياض بأن يأتيه في الليلة القادمة من اجل الأتفاق على أجور الدورة وفي ألليلة الثانية جهز رياض نفسه وأحضر له قناعاً وقفازات يرتديها كي يمسك بها السكين التي عليها بصمات أمير.
وصل رياض إلى بيت أستاذ مراد طرق الباب فخرج أحد أبناء أستاذ مراد طلب منه رياض أن ينادي ابيه وقال له :قل له أن الطالب الذي أتفق معك على الدورة ينتظر على الباب ..ما أن ذهب الولد حتى أرتدى رياض القناع والقفازات ومسك السكين وأخفاها وراء ظهره وما هي إلإ لحظات حتى جاء أستاذ مراد فتح الباب وأذا بسكينة رياض تنغرز في صدره ..وولى هارباً.
وفي اليوم الثاني أنتشر خبر استاذ مراد بأنه قد تو في مقتولاً بسكين ليلاً بدأت التحقيقات الجنائية مجراها وبعد من وقوع الجريمة أتصل رياض بأجهزة الأمن وقال لهم إنه يعرف القاتل وأن السكين المغروز في صدر أستاذ مراد عليها بصمات أمير وإنه هو القاتل بعد أن تلقت أجهزة الأمن الأتصال قامت بفحص السكين جنائياً ومطابقتها أحدى الأشياء الشخصية الخاصة بأمير فجائت مطابقة للواقع وأن البصمات التي على السكين هي بصمات أمير. لذلك صدر أمر بإلقاء القبض على أمير هرعت أجهزة الأمن ألى بيت أمير لألقاء القبض على المتهم البريء.
أما أمير ما إن سمع الخبر من مهيمن ولى هارباً إلى خارج المدينة بعد أن ترك أمه وأخته وحيدتين ليس بهن إلأ الله البارئء المصور لم يرجع إلى البيت مدة من الزمن تقدر بالأشهر لكنه بعد هذه المدة يأتي إلى بيته ليلاً ليرى عائلته الصغيرة ويروي غليله من رؤية محياهن العذبة.
وفي أحدى الليالي وبينما هو قادم إلى البيت دخل البيت فوجد خاله حامد فسلم عليه أميلر وأراد أن يحتضنه لكن خاله رفض وقال له بصريح العبارة :أبتعد يا أمير يا مجرم فأنا لاأحتضن المجرمين هيا اخرج من البيت وإلإ جلبت لك الشرطة أخرج ,وبدأ يصرخ في وجهه ..لأم يتمالك أمير نفسه فجهش بالبكاء وقال له :أهذا أنت أيها الخال تتهمني بهذه التهمة ,أنا برئ والله سبحانه أعلم بحالي.
ترك خاله البيت وقرر ان يستدعي الشرطة للقبض على أمير.
أما امير فدخل إلى غرفته بعد أن رش النفط على جسمه وغرفته أخرج عود ثقاب وألقاه على نفسه فألتهب وتصاعدت ألسنة اللهب تأكل جسمه الطري وبراءته الناعمة وهو يصرخ علمت أمه بكارثة الحرق فحاولت فتح الباب وهي باكية لكنها لم تستطع تجمع الجيران وفتحوا الباب لكنهم ماذا وجدوا؟؟
لم يجدوا امير ذلك الشاب الوجه المشرق بل وجدوا جثة هامدة سوداء متفحمة نقلوه فوراً إلى المستشفى وما هي إلا ساعة او ساعتين حتى فارق الحياة وأنتقل إلى رحمة ربه الكريم الذي لايظلم عنده أحد ليعيش مع عالم كلامهم سكوت وبذلك أنتهت حياة ذلك الشاب المهذب أمير وترك لنا أم وأبنتها المفجوعتين الذين ليس لهن ولي إلا الله سبحانه.
ذلك هو المتهم البرئ الذي ظلموه الناس لكن العزيز الرؤف يعلم بظلامته وغربته في الدنيا فرحمك الله ياأمير يا غالي يا عزيز..





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !