كثيرون يرون أن بعضاً من وقائع التاريخ يتكرر حدوثها فى زمن آخر وبأبطال آخرين ، ويقول "كارل ماركس" أن " التاريخ لا يكرر نفسه إلا فى شكل مأساة "، ولكنى فوجئت فى حديث الأستاذ "هيكل" أو وزير الإرشاد الأسبق والذى كثيراً ما يتحدث عن تكرار وقائع التاريخ وإن كنت أعتقد أنه لا يؤمن بتكرار وقائعه بأن هناك وقائع وأحداث فساد حدثت قبل توليه الوزارة وأبدى تعجبه حيث جاءه أحد وكلاء الوزارة بعد الإنتهاء من الإجتماع الأول كوزير وطلب منه أن يوقع على على تجاوز بـ18جنيها، وفى نفس الوقت عرف الوزير ـ أو الأستاذ ـ بأن هناك قضية مهمة وغريبة وقع فيها التليفزيون، وصدر حكم غرامة أولى بسبعة أو ثمانية ملايين فرنك سويسرى، لأن هناك شركة تقدم أفلاما للتليفزيون لكن العقد كان غريبا ، حيث كانت هناك شركة أجنبية أنشأها مصريون تقوم بتوريد أفلام أجنبية للتليفزيون المصرى وترسل أفلام كثيرة جداً وزائدة عن الحد لكى يراها المسئولون ويختاروا ما يناسب عرضه على الشاشة ، وكان الشرط الغريب هو تحديد فترة زمنية للبت فى شراء الأفلام المطلوبة ، فلو لم يرسل التليفزيون الرد وإعادة الأفلام التى لن يشتريها قبل مرور تلك المدة الزمنية إعتُبِر التليفزيون مشترياً لتلك الأفلام أو عليه دفع مبالغ ضخمة كتعويض تنفيذاً لأحكام تعويض دولية ، وتدفع مصر التعويض بسبب التواطىء ما بين مسئولى ـ أو شيوخ منصر ـ الداخل بتأخرهم وإضاعتهم للأفلام وبين لصوص الخارج ، وحتى الآن وبعد مرور عشرات السنوات ما زالت تتكرر قضايا الفساد بين لصوص الخارج وشيوخ منصر الداخل ، فيرسم شيوخ منصرنا الخطط للصوص الخارج ويفتحون لهم الطريق ويؤَّمنون لهم السبوبة وتدفع المسكينة مصر مئات الألاف من الدولارات كدفعات مبدئية للتحكيم وبعدها تدفع الملايين كتعويض ، ولم يقتصر الفساد بين لصوص الخارج وشيوخ منصر الداخل بل توحد لصوص الداخل مع شيوخ المنصر من مسئولينا ، فوضعوا خريطة – أو تورتة – مصر أمامهم وقسَّموها لقطع ليأخذ كل واحد مالذ وطاب منها وجعلوا مصر بمقدراتها سبوبة ، فالتعليم سبوبة وله ناسه وعائلاته والبترول والغاز وشركاته لعائلات أُخرى تلعب فيه كيفما شاءت ، وشركات المياة المعدنية وشركات السياحة و... و ... فمصر لم تعد دولة ولكنها سبوبة كبيرة لمن أراد أن " يتمليردر" أى يصبح ملياردير فى غمضة عين ، فماذا تقول عندما يتسلم موظفو المحاكم مستندات مزورة من مجهولين فى مئات من قضايا التعويضات ضد السكة الحديد ولم يستدل على أبطال تلك القصة الهزلية ، أليست هذه نكته ظريفة توضح رخاوة الدولة السايبة ، لكن أغرب الوقائع التى سمعناها وكشفها مسئول كبير فى برنامج العاشرة مساءاً وقد توفاة الله منذ فترة بسيطة أن أحد المسئولين قد باع ـ بصفته الوظيفيه ـ ممتلكات وعقارات وسيارات أحد المتحفظ على أموالهم وبموافقة زوجة الأخير بمبالغ هزيلة ولاتتناسب مع قيمتها الحقيقية ، وهناك أشياء سُرِقت ونُهِبت من أصول المتحفظ عليه وكانت تحت يد هذا المسئول ، وبعد أن خرج هذا المسئول للمعاش وتغيرت صفته وأصبح محامياً أصبح فجأة وكيلاً ومحامياً للمتحفظ عليه وإذ به يرفع قضية على الدولة بسبب ضياع والبيع البخس لأصول موكله (!!) ، أى أن المسئول بصفته ضيَّع وباع بالرخيص الأصول ، وبعدها وبصفته محامياً طالب بإلغاء البيع وعودة الأصول لصاحبها .
فإذا كان المال السايب يُعلِم السرقة فما بالك لو كانت الدولة نفسها سايبة (!!) .
التعليقات (0)