بوضوح شديد ، وبصريح العبارة ، وبكل أمانة ودقة .. أقول :
أنا قومي عربي سوري .. ومسلم .. بالفطرة والولادة والنشأة ..
وأعتز بكل تلك الانتماءات ، ولا أصادرُ حقَّ أيَّ أحدٍ غيري ، في الانتماء إلى قوميته أو وطنيته أو دينه ، أيا يكن ذلك ..
وبمقدار ما أنا شديد التمسك بها ، والانتماء لتلك المكونات ، أراها وأعتقد بها ، بعيدة عن أي تزمتٍ أو تطرفٍ أو مغالاةٍ ، في أي منها ..
وأتمسَّك بجوانبها ووجوهها الوطنية والإنسانية والحضارية التي تغني المجتمعات الأخرى ، وتغتني بها ، بعد أن حَرّمَ أعداؤنا علينا كلَّ نـَفـَس ٍ قومي ، وصار ممنوعًا على الإنسان أن يتضامن حتى مع نفسِه ، إذا ما هـُوجـِمَ من قِبل أولئك المجرمين ..
ثم مسحوا من عقولنا ومن ذاكراتنا ، ومن قلوبنا ، أيَّ مشاعر للتعاطف أو التضامن أو دعم الأخ لأخيه ..
" ولنا أمثلة قريبة شاخصة أمام أبصارنا : من العراق إلى فلسطين إلى لبنان إلى الصومال إلى جنوب السودان " ..
ما عدا الدول الإسلامية الأخرى أو غير الإسلامية التي تفتك بها المجاعات والحروب الأهلية المتنوعة ، ويغذيها مصاصو الدماء ، وتجار الحروب ..
لقد صار التضامنُ العربي جريمة لا تغتفر ، والفكرُ القومي سُبَّة ًوعارًا ، تعاقِبُ عليهما جميعُ القوانين الوضعية التي سَنـُّوها بكل أنواع أسلحتهم الفتاكة ، التقليدية منها وغير التقليدية ..
ويُستنفـَرُ من أجلها فقط ، مجلسُ الأمن ، والمَحاكمُ الدولية ، ومحاكمُ الجرائم ضد الإنسانية ، وصولا إلى أنواع كثيرةٍ ومتنوعةٍ من حصار الشعوب ، وخنق إراداتها الحرة ، وتسليط سيف " تهمة الإرهاب ودعمه ، أو إنتاج أسلحة دمار شامل " ..
وهاتان تهمتان لا تـُوَجَّهان إلا إلى شعوبنا ، حين تتطلع لبناء ذاتها ، وحماية نفسها من ترسانات العدو الصهيوني ورؤوسه النووية ..
وأنا مع المقاوَمات الوطنية أينما كانت ، وفي أي زمان ومكان .. المهم :
أن تكون معادية لعدونا الصهيوني وأسياده ومصالحهما ..
فأنا مع المقاومة الوطنية اللبنانية ، ومع المقاومة الوطنية الفلسطينية ، ومع المقاومة الوطنية العراقية ، ومع المقاومة الوطنية التي ستـُخلق بعد أجيال وأجيال ، وعلى امتداد الكرة الأرضية وفضاءاتها المحتملة مستقبلا .. بغضِّ النظر عن الديانة أو المذهب أو الانتماء السياسي أو العقائدي أو الفكري أو التنظيمي أو ضرّاب السخن ..
أنا مع المقاومة التي كان يجتمع تحت لوائها جميع المعادين للصهيونية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ..
القوميون بكل أطيافهم ، والقوميون السوريون ، والإسلاميون بلا استثناء ، والشيوعيون والمقاومون الاشتراكيون وحركة أمل وتاليًا حزب الله أو غيرهم من جميع أطياف الفسيفساء اللبنانية أو الفلسطينية أو العراقية ..
شريطة أن تكون بنادقهم موجّهة إلى العدو الصهيوني وأعوانه وحُماتِه ، ولحمايةِ الأمن والسلم الداخلي والوطني ..
أنا مع المقاومة ، والمقاومة فقط ..
سواء بوجود حزب الله وحماس " مثلا " أو بدونهما .. سواء بوجود قيادتهما الحالية أو بدونهما ..
ولو عادت حركات المقاومة الفلسطينية الأخرى لهذه القاعدة في المقاومة ، لكنتُ أولَ مؤيديها ، والداعمين لها ..
أنا مع المقاومة ضد أي احتلال ، وتحت أي ظرف ، وفي أي زمان أو مكان ..
وتأييدي لهذا المشروع السياسي ، أو ذاك يتماشى طردًا مع مقدار معاداته ومواجهته للعدو الصهيوني وأتباعه ..
لا يعنيني الانتماء الديني أو المذهبي أو السياسي أو العقائدي أو التبعي ..
ولو كان " تشافيز " هنا يقاوم الصهاينة والمشروع الأمريكي لقدمت له الولاء الخالص .. ولو كان تشي غيفارا أو كاسترو أو هوشي منه ، هنا يواجهون الصهاينة ويقاومون مشاريع الاستسلام ، لكنت معهم بقضِّي وقضيضي ..
يعنيني المعيار الوطني المعادي للصهيونية الأمريكية ومشاريعها المعادية لوطنيتنا ولتحررنا ولسيادتنا ولاستقلالنا ولكرامتنا ولدورنا الإنساني والحضاري في هذا العالم الذئبي الممهور بخاتم القطبية الأمريكية المتصهينة ..
يعنيني أن تكون المقاومة وطنية وإنسانية ، تعمل على تحقيق الأهداف الوطنية الكبرى ، وحمايتها من أي اعتداء خارجي ، واسترجاع الأرض ، كل الأرض العربية المحتلة ، والحقوق كل الحقوق التي تصادرها علينا القوى العالمية العظمى الفاجرة ، ونحن في حالنا الساكنة ، لا حول لنا ، ولا قوة في مواجهتها ..
ويجب أن تمُدَّ يدَ العَوْن لمقاومةٍ شقيقةٍ أخرى أو صديقةٍ ..
لأن العدوَّ واحد .. والتحديات واحدة .. وجبهة الأعداء موحدة دوما في وجه المقاومة ..
فلماذا لا تتوحد المقاوَمات في وجه أعدائها رغمًا عنهم ؟؟
الأحد ـ 21/11/2010
التعليقات (0)