البشري فى الحياة الدنيا
والبشريات تبدأ من الدنيا فإن الله عز شأنه ولا إله غيره، أعد لعباده المؤمنين من ألوان التكريم ومن أصناف الجود الإلهي الحديث والقديم ما لا يفي به نطق ولا تعليم لأن علم الله فوق كل عليم وقد بدأ التكريم من قبل خلق آدم عليه السلام عندما خلق الله هذه الدنيا فأصلحها وأعدها وقدر فيها أقواتها وأرزاقها ثم أنزل إليها آدم عليه السلام وبدأت رحلة بنو الإنسان فى هذه الدنيا ولا يستطيع إنسان مهما أوتى من بيان أن يتحدث عن ذرة مما يكرم الله به الإنسان المؤمن إن كان وهو في بطن أمه أو في لحظة ميلاده حيث يأتيه خطاب لطيف من المولى فيقول كما جاء بالأثر: { يا ابن آدم خلقتك طاهراً نظيفاً فاجتهد أن تلقاني كما خلقتك طاهراً نظيفاً } ثم يأمر أهله أن يؤذنوا للصلاة في أذنه اليمنى ويقيموا الصلاة في اليسرى ونسأل حقيقة متى تقام الصلاة على الإنسان؟ تقام عليه يوم يلقى الله فكأن عمره كله كما بين الآذان وإقامة الصلاة، ولذلك قال الله عن الكافرين :
{وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ}الروم55 فالذي عاش ألف سنة أو خمسمائة سنة أو أزيد أو أقل يقسم بأغلظ الأيمان يوم يخرج من هذه الدنيا ومن عالم الأكوان تلبية لنداء الرحمن أنه ما عاش غير ساعة فقد قال الحبيب فى معنى الحديث الشريف: { إن نوحاً نبي الله -وهو من أطول الأنبياء أعماراً فقد عاش ما يزيد على الألف والثلاثمائة عام -عندما أتاه الموت وخرج من الدنيا سأله ملائكة الله يا نبي الله كيف وجدت الدنيا ؟ قال عليه السلام: وجدت الدنيا كبيت له بابان، دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر } أما فضل الله على المرء في دنياه إن كان في جسمه، أو كان في ما يعطيه الله من الإيمان، وما يتبعه في قلبه، أو كان فيما يسخره الله له في كونه، أو فيما يعطيه الله له في بيته من زوجة وولد أو غيره، فتلك أمور يقول فيها الله [34 إبراهيم] {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}أى هى نعم غير معدودة ولا محصورة والواحدة منها فيها نعم لا تعد ولا تحصى فما هو قدر إنعامات الله و تكريمات الله لنا فى هذه الحياة فبداية التكريم كانت هذه الحياة الدنيا وكانت من قبل خلق الإنسان كما أسلفنا فى مختصر البيان والآن نتناول الأمر الثانى بالحديث وهو كيف يفارق العبد المؤمن هذه الدنيا؟ ودعونا نجيب عن بعض الأسئلة التى تخطر على بالنا أجمعين من وقت لآخر، وبالذات عندما نرى الموت يأخذ أحد أحبابنا أو يحل قريباً من دارنا ما الموت ؟وأين موقعه من الجسم والنفس والروح ؟
التعليقات (0)