لست أد رى كيف يفكر الطغاة , بل كيف يفكر لهم أنصارهم والمستفيدون من حكمهم , نهر الدم لا يزال جاريا فى سوريا , متوسط الضحايا يوميا لا يقل عن عشر , بعض وحدات الجيش السورى انضمت إلى الثوار . أى مجنون هذا الى يتصور أنه من الممكن أن ينهى شعب سوريا ثورته بينما قاتل أبنائه لا يزال على رأس السلطة يستمتع وينتشى بدماء شعبه المسفوك . الشعب السورى أمامه أربع ثورات عربية نجحت فى خلع حكامها مع تفاوت مصير كل منهم , وهذا الشعب لن يستسلم مهما قدم من ضحايا , يبقى أن عناد بشار وتشبثه بالسلطة وإغلاق أذنيه دون الأصوات المطالبة له بترك الحكم , وإغماض عينيه عن رؤية الحقيقة , هذا لن يفيده شيئا على المستوى الشخصى بل إنه كلما زاد عدد الضحايا كلما زاد موقفه سوءا وانقطعت خلفه خطوط الخروج الآمن , أظن أن مصير الرئيس اليمنى لا يزال ممكنا بالنسبة لبشار , وهو أقل مصائر الطغاة فداحة حتى الآن , فعليه أن يتدبر أمره وأن يترك السلطة ويحقن المزيد من دماء شعبه , وإلا فإن مصير القذافى هو الخيار الذى لن يكون أمامه سواه , لقد قالها القذافى قبله , قال - لم يعد لدى سوى بندقيتى وسأقاتل حتى آخر طلقة فيها - ولعمرى أن هذه ليست شجاعة أو بطولة , فأى شجاعة تلك التى تجعل الإنسان يفتك بشعبه ويدمر اقتصاده ويعرضه لتدخل القوى العالمية لإنقاذه من حاكمه القاتل الذى يشوه معنى الشجاعة ويحولها إلى عناد مرضى يدفع الشعب ثمنه من دم أبنائه وأمنه وسمعته فى العالمين
التعليقات (0)