زعموا أن تاجراً كان له جوهر نفيس، فاستأجر لثقبه رجلاً، اليوم بمائة دينار، وانطلق به إلى منزله ليعمل؛ وإذ في ناحية البيت صنج موضوع، فقال التاجر للصانع: هل تحسن أن تلعب بالصنج؟ قال: نعم، وكان بلعبه ماهراً، فقال التاجر: دونك والصنج فاسمعنا ضربك به، فأخذ الرجل الصنج ولم يزل يسمع التاجر الضرب الصحيح، والصوت الرفيع، والتاجر يشير بيده ورأسه طرباً، حتى أمسى، فلما حان وقت الغروب قال الرجل للتاجر: مر لي بالأجر؟ فقال له: عملت ما أمرتني به، وأنا أجيرك، وما استعملتني عملت؛ ولم يزل به حتى استوفى منه مائة دينار، وبقي جوهره غير مثقوب.
واليوم وفي ترقب لخطاب المجرم بشارون؛ وان كانت النتيجة متوقعة لما سيحويه هذا الخطاب، كما فاجأنا الخطاب الأول والذي ألقاه نهاية الشهر الثالث من هذه السنة، خرج وبدلاً من أن يضع النقاط على الحروف، ويُعطي كل ذي حق حقه، فإنه تجاهل كل المطالب، وبدل أن يقدم أزلامه المجرمين والذين كشفتهم الأفلام وهم يقتلون الشعب السوري، وعلى رأسهم المجرم عاطف نجيب ابن خالة المجرم بشارون، والذي أكد على جريمته النائب يوسف أبو رومية في تسجيل مصور أمام بشارون وهو يطالبه بأن يتم محاسبته لأنه كان المتسبب في جريمة درعا الأولى، بالإضافة إلى رئيس استخبارات بانياس والذي كان على رأس الوحوش التي كانت تدوس على أجساد أبناء أهل البيضاء الشرفاء، فانه تحدث عن محاسبة أبناء الشعب السوري والذين أخرجهم ليعترفوا على التلفاز بإجرام لم يرتكبوه، وأنه قد عفا عن بقية المتظاهرين وعليهم أن يسلموا أنفسهم، ودعا اللاجئين الذين هربوا من نير وحوشه إلى العودة إلى منازلهم، في الوقت الذي ارتكبت أبشع المجازر بمن عاد منهم، وبدل أن يقدم على الإصلاحات المكذوبة، فإنه قال بأنها ستبدأ بعد شهور، ولخص إصلاحاته بخفض أسعار النفط، زاعماً أنها جل مطالب شعبه!!
وعزف على صنجه وحمّل كل ما جرى من قتل على عاتق الجماعات المسلحة والتي خلق قصتها المجرم بشارون نفسه، واتهم شعبه بأنهم جراثيم، واتهم الأطفال الذين قتلوا على يد وحوشه، واعتقلوا لأنهم كتبوا على جدران درعا بأنهم لا يريدونه؛ بأنهم: "جيل من الأطفال تعلم الفوضى وعدم احترام المؤسسات".
وظن هذا المجرم بأن الشعب السوري الكريم ستنطلي عليه أكاذيبه، والذي دعا له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالبركة، وجاءت آيات خمسة في القران الكريم تؤكد مباركة هذه البقعة من الأرض؛ فهب عن بركة أبيه بعد خطاب المجرم بشارون معلناً له بأن هذا الشعب الأبي الذي سكت عن هذا النظام المجرم؛ خلفه وسلفه طيلة عقود من الزمن ما عادت تخيفه قبضة هذا النظام المجرم. ولم يتخيل المجرم بشارون بأنه سيخرج من أصلاب هذا الشعب من سيسحق كرامته، ويرد له الصاع صاعين، ولن يذهب كما ذهب أبوه المقبور حافظ دون حساب، مقابل تطبيله وتزميره وأكاذيبه بادعاء الصمود والممانعة والمقاومة.
هذا الشعب بأطفاله وشبابه وشيوخه ونسائه، والذين عناهم المجرم بشارون بالجراثيم هم أنفسهم الذين أخافوا فرعون وأتباعه واقلقوا راحتهم، بعد أن ظن نفسه بأنه ربهم الأعلى، فقال: "سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ" الاعراف127، هذا الشعب لن يدع مجرماً ابن مجرم بأن يحكمه، ولن يدع شخصاً وصفهم بالجراثيم أن ينعم بحياة رغيدة، هذا الشعب أيها المطبل بشارون استفاد من تجاربه السابقة معكم، وفهمكم، وهو اليوم يفضحكم ويكشف أكاذيبكم، وما عاد طبلكم يهزه، وما عاد زمركم يحرك به سوى النفور والمقت والاشمئزاز منكم، وهو نفسه الذي جعل وجهكم يبدو كمؤمياء ممتلئ بالخوف والتجاعيد، على خلاف ما كان عليه في خطابكم الأول، وهو ينتظر اليوم الذي يضع حبل المشنقة حول رقبتك؛ وكل نظامك القاتل، ولن تنال منه ما نال أبوك المقبور حافظ، ولن تنال ما نال الصائغ من التاجر، وإن غداً لناظره قريب.
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)