مواضيع اليوم

بشارات مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم (الحلقة الثانية)

مصعب المشرّف

2010-02-17 07:01:02

0

 

بشارات مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم

 

(الحلقة الثانية)


ملخص الحلقة الأولى:

تطرقت الحلقة الآولى إلى الرؤية التي رآها الملك البمني "ربيعة اللخمي" وفسرها له أشهر الكهنة في عصره وهما "شق" و "سطيح" . وتنباءا  من خلالها بكل ما جرى عقب ذلك من تصاريف أقدار في شبه جزيرة العرب أثرت تأثيرا جذريا على مسار المستقبل فيها. وهي غزو الحبشة لليمن ثم تحرير اليمن من جبروت الأحباش بمساعدة الفرس وتداول الحكم بين العرب والبشرى بمولد ومبعث نبي آخر الزمان وخاتم الرسل والأنبياء وسيد الخلق أجمعين وما يجلبه ذلك للعرب من علو مكانة وفخر وإعتزاز حتى قيام الساعة.
وفي ذات السياق تتناول هذه الحلقة قصة أخرى هي قصة الملك اليمني "تبع أبي كرب".

 

قصـة الملك  "تُـبّعْ أبي كَرِبْ"

بعد وفاة الملك ربيعة اللخمي عاد ملك اليمن إلى التتابعة من جديد فمازالوا يتوارثونه حتى آل الملك إلى "تـُبـّعُ أبي كَرب". وقد كان تبع هذا ذو عقل راجح يزن الأمور بميزان العقل رغم سطوته وقوته . وحدث أنه جرى خلاف بينه وبين أهل يثرب ومن جاورهم من اليهود على الجزية التي فرضها عليهم من التمر فقتلوا موفده إليهم فسار إليهم تبع في جيشه وقد عزم على تخريب يثرب وجعلها أثرا بعد عين . فتحصن الأوس والخزرج ودافعوا عن أرضهم (والأوس والخزرج من اليمن أصلا وهم من قبيلة حمير وهاجروا ليثرب بعد خراب سد مأرب) فكانوا يرون في تبع وجيشه رَحِمَاً وأهْل . ولأجل ذلك كانوا يحاربونه بالنهار ثم يرسلون إليه الضيافة من طعام وشراب في المساء . فأعجبه ذلك منهم ، فكان يقول (والله إن قومنا لكِرَام ) يعترف لهم بالقرابة والرحم . فانتهز حبران من أحبار يهود بني قريظة الفرصة وخرجا إليه يطلبان مقابلته فأذن لهما فقالا له:

- أيها الملك لا تفعل (تخريب يثرب) فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها ولم نأمن عليك عاجل العقوبة .

فقال لهما تبع: ولم ذلك؟

قالا: هي مهاجر نبي يخرج من هذا الحرم من قريش في آخر الزمان تكون داره وقراره.

قيل فتأثر تبع بمقال الحبرين وراجع عقله ، ومال إليهما بعد أن وجد فيهما العلم والعقل الراجح المنتهل من التوراة فجعلهما من مستشاريه. وقبل المهادنة مع أهل يثرب.

وقيل أن الملك تـبـع حين أراد العودة إلى بلاده ، أتى إليه وفد من قبيلة "هُـذَيـْل" يجرضونه على غزو مكة وهدم الكعبة قائلين له:
- أيها الملك ، ألا ندلك على بيت مال دائر أغفلته الملوك قبلك ، فيه اللؤلؤ والزبرجد والياقوت والذهب والفضة؟
- فقال تبع : بلى.
- قالوا: بيت بمكة يعبده أهله ويصلون عنده.
فـتروى الملك تـبــع رغم إعجابه بالفكرة وطمعه في الثروة . ولكنه آثر أن يستشير فأرسل إلى الحبرين اليهوديين يستدعيهما ويستشيرهما فقالا له:
- إنما أراد هؤلاء هلاكك وهلاك جندك لما عرفوا من هلاك من أراد هذا البيت من الملوك بسوء . وما نعلم بيتا لله عز وجل اتخذه في الأرض لنفسه غيره ، ولئن فعلت ما دعاك إليه الهذليون لتهلكن وليهلكن من معك جميعا.
فقال لهما تبع: فماذا تأمراني أن اصنع إذا أنا قدمت عليه؟
قالا: تصنع عنده ما يصنع أهله ، تطوف به وتعظمه وتكرمه ، وتحلق رأسك عنده وتتذلل له حتى تخرج من عنده.
قيل وكان الملكُ تـُبـّـعُ لمّاحـاً حصيفاً ذكياً فقال لهما:
فما يمنعكما أنتما من ذلك؟
- قالا: أما والله إنه لبيت ابينا إبراهيم عليه السلام ، وإنه لكما أخبرناك ، ولكن أهله حالوا بيننا وبينه بالأوثان التي نصبوها حوله وبالدماء التي يهريقون عنده ، وهم نجس أهل شرك.
فاقتنع تبع بمقالهما وعاقب وفد هذيل بأن قطع أيديهم وأرجلهم وقصد البيت الحرام فطاف ونحر وحلق وأقام بمكة ستة أيام ينحر للناس ويطعم ويسقيهم العسل ، فرأى أثناء منامه في مكة أنه يؤمر بأن يكسو الكعبة المشرفة ففعل وكساها ثياب يمنية مخططة موصول بعضها ببعض يقال لها (المُلا والوصائل) وأمر بتطهير البيت وأن لا يقربوه دما ولا ميتة ولا محايض وجعل له بابا ومفتاحا . وكان ذلك على عهد ملوك مكة من قبيلة جرهم .

يهود اليمن .... يكذبون مزاعم أن كل يهودي هو من نسل إسرائيل عليه السلام

وحين عاد تبع إلى اليمن اصطحب معه الحبرين اليهوديين وآمن بالتوراة فدخل العديد من عرب اليمن في زمرة اليهودية ....... وهذا هو سبب دخول اليهودية اليمن فهم في الأصل عرب الأمر الذي يؤكد الفرق بين اليهود من جهة وبين بني إسرائيل من جهة أخرى من ناحية النسب والإنتماء العرقي ، حيث التبس الأمر على الكثيرين في هذا الزمان فخلطوا بين الاثنين ..... فإذا كان كل يهودي هو من بني إسرائيل عليه السلام (يعقوب) كما يدعي ويزعم الصهاينة ؛ فماذا يقولون في يهود اليمن العرب من نسل حمير وقحطان ؟ هل هم من نسل إسرائيل عليه السلام وأبنائه؟ 
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات