مواضيع اليوم

بسمة أمـل ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2012-07-25 23:19:00

0

لم أكن لأفسد عليّ فسحة التبطّل اليومية أمام شاشة التلفزيون، والتي أستغلها غالبا في متابعة قنوات محدّدة تعرض أعمالا كارتونية ساخرة كـ(المصاقيل، وطيش عيال، و ...)، وغيرها من أعمال (الأطفال الكبار) الذين يحنّون لأيام البراءة مثلي . لو لم أخرج عن ناموس (المفضلة)، وأخوض بحثا ماراثونيا عن قناة سوريا !.. فوجدتها أخيرا، وليتني لم أفعل، وليت مجلس وزراء جامعة الدول العربية نفذّ تهديده وأوقف بثها على أقمار العرب، ليس حجبا للصوت والصورة السورية، لأنهما محجوبان أصلا . بل لأن لقائي كان وجها لوجه مع (أمل عرفة) ؟!.. فتعكّر مزاجي، وتلاشى فرحي من حكايات المصاقيل واستبدّ بي حزن مُفاجئ ؟!.. رغم أن أمل كانت ولازالت أكثر إرتباطا بالنكتة الجميلة والسخرية في مخيّلتي ؟!..

أمل عرفة .. ؟!.. ماذا تفعل هناك ؟!.. هل شحّت الأضواء من حولها حتى تستنجد بأضواء قنوات النظام المجرم الخافتة الباهتة ؟!.. القنوات التي هجر مقارها حتى بعض العاملين بها من أصحاب الضمير المهني والإنساني . فماذا تفعل أمل في تلك الأقبية المظلمة ؟!.. والتي ما حملني شخصيا للبحث عنها سوى مشاهدة ما تخبر به تلك (الزمرة) المجرمة ضحاياها في رمضانهم ؟!.. وكيف تخطب فيهم مهددة مُتوعدّة بنسفهم . ولأنهم جميعا يُطالبونها بحريتهم، فهم جميعا إذن مجرمون وإرهابيون ؟!.. لكنني لم أتصوّر أن أجد أمل عرفة هناك ؟!.. فماذا تفعل هناك ؟!.. وهل تعي وتدرك أنها تقف مع الجلاّد ؟!..

أسئلة كثيرة قفزت إلى ذهني وأنا أمعن النظر في ملامح (أمّولة) ؟!.. نسيت أني صائم وركّزت في عينيها وخدّيها وشفتيها، وفي كل تفاصيل وجهها، لكنها لم تحرّك مشاعري كما كانت تفعل حين كنت مُراهقا أتابع أعمالها بشغف، وكأنها من معارفي وأصدقائي، بل وكأنها من أحبّائي ؟!.. فأمل عرفة هي بنت التلفزيون السوري العريق، والراحل (خالد تاجا) جدّها الفني . فلماذا رحل هو وجميع أخوالها وأعمامها من أصحاب النخوة، فيما لا تزالُ هناك ؟!.. وتلك (البسمة)، أبدا لاتفارق مُحيّاها ؟!..

أجل، عرفت أمل بالبسمة التي كانت تدخلها إلى قلبي في برنامجها الفكاهي الشهير . وتلك البسمة التي عشقتها فيها باقية، لكنها ليست بنفس اللون ؟!.. فتلك كانت بيضاء نقية كما أمل وكما أكف النظام حينها، وكنا وكان الشعب السوري العظيم لايرى بغير عيون قنوات سوريا، والعالم أيضا لايرى بغير قنوات سوريا وأعمال الفنانين السوريين، تلك الأعمال الخالدة (باب الحارة، البواسل، الكواسر، ..) وأعمال أكبر من أن تُعد وأعظم من أن تنسى !.. لكن هذه البسمة التي تعلو شفاهها الآن، صفراء فاقع لونها لاتسُر الناظرين ؟!.. وكأن مصور (اليتيمة) السورية سمعني، فأخذ يقرّب وجه أمل أكثر فأكثر، فكانت تصغر وتصغر في عيوني وتتضاءل ؟!..

لأن أمل ـ وفي خضم ما يتعرّض الشعب السوري على يد النظام الذي قدمها نجمة في فلكه الأسود ـ كانت تحاول جاهدة تقطيب حاجبيها، والإيحاء بالتجهّم والحزن على ضحايا العنف، لكن تجربتها الفنية كانت تخونها، ومخرجها الفاشل أيضا لم يكن يساعدها كثيرا، فكانت أسارير وجهها تنفرج سريعا ، ما كان صورة واضحة عن حزن سطحي، وسعادة عميقة رغم الخراب في أرجاء سوريا ورغم الدمار ؟!.. فلماذا يا أمل ؟!.. لماذا يموت شعبك وأنت بجانب القاتل تقفين، ومن قلبك تبتسمين وتضحكين ؟!..

25 . 07 . 2012

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات