حرائق غابات جبل الكرمل في فلسطين ، وعجز الصهاينة عن إطفائها رغم مرور وقت طويل نسبيا ، لمثل هذه الحرائق ، دليل آخر وجديد ، على وَهَانة قدرات " النمر الخارق " الصهيوني ، الذي استعان بمساعدات 16 دولة ، من بينها : جاراه العربيان (مصر والأردن ) وتركيا وروسيا واليونان وقبرص ، وإذا فشل كل أولئك في إطفاء الحريق ، فسيستنجد الصهاينة بأمريكا ، التي لن تتأخر ولن تتوانى ولن تقصر ، في إطفاء نار ، عجزت ست عشرة دولة عن إطفائها .. وقد بدأت طلائع النجدة بخمسة وأربعين طنا من مواد الإطفاء ..
إن العجيب الغريب هنا ، أن أمريكا مولعة ومتخصصة في إشعال الحرائق والتخريب والتدمير والنهب والقتل والاعتقال والتعذيب ، وارتكاب أفظع الجرائم في تاريخ الإنسانية ، في أرجاء العالم قاطبة .. لكنها ، فيما يتعلق بالصهاينة ، ستطفئ لها حرائقها ، وتنجدها ، كما كانت نجدة لها منذ تأسيس كيانها العنصري .. حتى تاريخه ..
كان ثمة برنامج يذاع من إذاعة دمشق ، باسم ( صوت فلسطين ) .. وكان الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب ، بصوته القوي ، يرافق موسيقا البداية بقوله :
إلى عربِ النجدةِ ، عُدَّة الثورة ..
إلى الزاحفين غدا على بطاح الجليل ، وهضبان النقب ..
إلى رافعي العلم العربي في سماء يافا ، وقمة الكرمل ..
إليكم صوت فلسطين .. من دمشق ..
ها هي الآن قمة جبل الكرمل ، تلتهمها نيران العدو .. وحقده ، في ظل ورعاية " عرب النجدة ، وعدّة الثورة " ..
فقد بُحَّ صوت الشاعر الخطيب ، وانطفأ ، قبل أن تصل نجدتهم إلى شعبه المشتت ، المشرد ، على بطاح العالم ، وفي متاهاته ومنافيه ..
لقد كانت ومازالت وستبقى هذه الأشجار التي تحترق الآن ، عربية .. ولو احترقت ألف مرة ومرة ..
والطيور التي هجرت أعشاشها بسبب الحرائق ، عربية ..
والأحجار التي كانت قذائف الأطفال المنتفضين ، عربية ..
وعربية كذلك ، جبال فلسطين وسهولها وصحراؤها وبحرها وهواؤها وزهورها وعربات برتقال بياراتها ، والزعتر البلدي النابت من الأرض التي ضمت رفاة محمود درويش ..
وعلى الرغم من الصقيع والثلوج والفيضانات والموت منها ومن البرد ، في أوربا ، فإن عين أمريكا محمرَّة من أكبر عملية تجسس ، تفترسها ، وتكشف مؤامراتها هي وأعوانها في أنحاء العالم ..
فميدفيدف ، الرئيس الروسي ، كان لطيفا في توصيفها بالقول : إن الوثائق تكشف " سوء نية السياسة الخارجية الأمريكية " ..
والكونجرس الأمريكي يعتبرها أسوأ عملية تجسس تتعرض لها أمريكا في تاريخها " القذر " ..
ورئاسة هيئة أركان الجيوش الأمريكية تجتمع بقيادات حزبي الجمهوريين والديمقراطيين ، ليتباحثوا في الانعكاسات والمخاطر ..
والسويد تطالب بريطانيا باعتقال مؤسس الموقع ، وفرنسا تدرس إمكانية حظره ..
والرئيس اليمني ، يترك للأمريكيين بابَ اليمن مفتوحا لهم " على الإرهاب " ..
ووزير الدفاع اللبناني ، يطلب مسحا جويا أمريكيا للبنان ، لتتبُّع مقاتلي حزب الله ، ويطلب بقاء الجيش على الحياد إذا أرادت إسرائيل القضاء على الحزب ..
وجعجع كان أكثر الطالبين تواضعا ، فقط ، طالب الأمريكيين بفرض حظر جوي على سوريا ..
كل هذا ، وأمريكا بالنسبة لبعض أشقائنا اللبنانيين مثل : " شبيك لبيك ، عبدك بين إيديك " ..
وحزب الله الذي أحبط أمس ، محاولة تجسس صهيونية على شبكة اتصالاته ، يرى في وثائق ويكيليكس ، التي كشفت تواطؤ المحكمة مع السفارة الأمريكية في بيروت ، دليلا آخر يدعم رأيه القائل بتسييس المحكمة الدولية ، وبدليل دولي هذه المرة ، على مبدأ : من فمك أدينك ..
أما فوز قطر بتنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 ، فهو فوز لكل العرب ، كما قال أمير قطر .. " ويا حفيظ ، مين بموت ومين بعيش " ..
لكن أوباما " الحزين " رأى في ذلك خطأ ، جعله يتخفـَّى ويتوجَّه سرًّا إلى أفغانستان ، ويتذرَّع بسوء الأحوال الجوية ، كي لا يقابلَ رئيسَها المغضوب عليه ، حسب الوثائق الويكيليكسية ، المغضوب عليها وعلى ناشرها ، ومٌسَرِّبها " البطل " أيضا ، لأن نشرَها أثـَّرَ إيجابا لصالح قطر ، وخسارة لأمريكا في زيوريخ ..
ومع هذا ، فقد ( بشـَّرَنا ) ـ سامحه الله ـ الأستاذ محمد حسنين هيكل ، بأن أمريكا ستبقى متربعة على عرش العالم لخمس وعشرين سنة أخرى قادمة ، وعلى الأقل ..
قل غير هذا الكلام يا أستاذ هيكل !!
ربع قرن آخر ؟؟!! وعلى الأقل ؟؟!!
بالأمس ، الأخ سامي عسكر ، في مدونته ، جعلنا نتفاءل بمطالبته الأمريكيين أن يرحلوا عن منطقتنا ، ويتركونا وشأننا .. فنحن ـ من غير وجودهم ـ بألف خير .. وليأخذوا مَنْ وما شاؤوا معهم .. المهم : أن يرحلووووووووووووا !! ..
صباح الخير لجميع السادة القراء ..
السبت ـ 04/12/2010
التعليقات (0)