برلمان مصر القادم
بقلم / مجدي المصري
اليوم وقد أصبحنا قاب قوسين أو أدني من إجراء أول إنتخابات برلمانية في مصر بعد ثورة يناير التي أطاحت بالرئيس السابق مبارك وحزبه الوطني.
ولكن قانون الإنتخابات الذي أقره المجلس العسكري الحاكم والذي أتاح من خلاله للأحزاب المشاركة بنسبة النصف للقوائم إنتخابية الحزبية والنصف الآخر للمستقلين أو المترشح الفردي , وهو النظام الذي عارضته غالبية القوي السياسية التي تموج بها الساحة المصرية اليوم والذي جري مؤخرا تعديله لتصبح النسبة الثلثين للقوائم الحزبية والثلث لمن هم خارج الأحزاب (إرضاءا للأحزاب) , وهو الأمر الذي تزعم أكبر فصيلين سياسيين حاليا وهم الإخوان المسلمون وحزب الوفد معارضته تماما , ففكرة السماح للمستقلين بخوض الإنتخابات أمر يعد بالنسبة لهما وللإئتلاف الذي يتزعمانه من التابوهات التي ستسمح وتمكن (فلول الحزب الوطني) من العودة الي مقاعد مجلس الشعب مرة أخري.
وهنا يجب أن نتوقف قليلا , لا دفاعا عن المجلس العسكري ولا حبا في الفلول ومن والاهم , ولكن إرساءا لمبادئ الديمقراطية والعدالة الإجتماعية التي حرمنا منها عقودا طويلة.
فما الذي يبتغيه إئتلاف (القوي الكبري) والذي بالرغم من التباين الرهيب في الأيدولوجيات والمرجعيات بين مؤتلفيه فقد تخطوا كل شيئ في سبيل تكوين إئتلاف يخوض الإنتخابات بقائمة موحدة (مغالبة لا مشاركة) , هل مطلوب من المجلس العسكري أن يقصي لهم خصومهم ويسلمهم مقاليد الحكم علي طبق من الفضة؟
وهل عندما تدور الدوائر بمن عانينا من ظلمه وإقصاءه للآخرين عقودا طويلة , أن نسير في نفس النهج ونأتي نحن بنفس (الفعل) ونصبح أوصياء وأولياء علي الشعب ونحدد له ما يجب أن يقبل به؟
عفوا أيها السادة (من منكم بلا خطية فليرمها بحجر أولا) هكذا قال السيد المسيح عليه السلام , للديمقراطية قواعد وصناديق يحتكم إليها , كفانا إقصاءا للآخر المخالف لنا , والذي تجاوز السياسة الي كل مناحي الحياة , دعونا نتعلم ونرتقي بفكرنا وبشعبنا , فإن كنا قد زينا وحللنا التحالف بالرغم من إستحالته العملية بين مختلف الأيدولوجيات والمرجعيات بإسم الديمقراطية والعدالة الإجتماعية , فلا إقصاء لأحد ولا مزايدة علي أحد , كل فصيل سياسي يجب أن يأخذ فرصة متساوية مع الآخرين حتي ولو كان من الظالمين , فلا تكونوا أنتم اليوم نسخة كربونية من الحزب الوطني الأوحد بالأمس , نحن شعب قارب تعداده التسعين مليونا من حق هذا الشعب أن يقول رأيه في من يكون ممثله في برلمانه , فاتركوا له هذا الحق , فإن إختاركم فأنتم أهل لها , وإن إختار (الفلول) , فمرجع ذلك فشلكم الزريع في إقناع هذا الشعب أنكم خير من يمثله , وأن الحياة من خلالكم ستكون أفضل..
التعليقات (0)