مواضيع اليوم

بركه البيت والغابه

مجدي المصري

2009-06-17 09:34:55

0

بركه البيت والغابه …..
من المرويات التراثيه المصريه المرويه شفاهه تلك المرويه والتي تحكي انه عندما تتزوج الفتاه المصريه وتكون حديثه الزواج فانها تسير متأبطه زراع زوجها وكانها تخشي ان تخطفه منها امرأه اخري وكلما قابلها احد معارفها تبادر بتعريفه به بقولها
"الاستاذ فلان جوزي"
وبمرور السنوات وانجاب الاطفال تمسك احد الاطفال بيدها وتتقدم قليلا زوجها في المسير وعندما يقابلها احد المعارف وتقف تتحدث معه ويلحق بها الزوج فتعرفه به بقولها
"فلان ابو الاولاد"
وبمرور السنوات عندما يكبر الزوج في السن لا تطيق السير البطيئ له والذي ربما يستعين بعكاز ليساعده علي السير فتسير متقدمه عنه بمسافات وعندما يقابلها احد معارفها فتتوقف طويلا تتحدث معه وعندما يلحق بها الزوج تعرفه به بكل تثاقل بقولها
" بركه البيت"
                        انتهت المرويه وطبعا المعني واضح
كلما كان المرء شابا عفيا تمسك قبضته بزمام الامور ايما امساك وبمرور الوقت تخف قبضته رويدا رويدا ويهرم ويضعف حكمه وهذه سنه الحياه
فالاسد الشاب يحكم الغابه بيد من حديد .. زئيره تسمعه كل الغابه وترتعد فرائص كل سكانها لسماعه وتختبئ الذئاب والضباع في الشقوق....
ولكن كلما كبر الاسد وهرم وهن عظمه وضعفت قبضته واهتز حكمه وخرجت الثعالب من مكامنها تقتنص فرائس الغابه التي هي مفترض ان تكون في حمايه الاسد
بل ونجد اللبؤات الصغيرات يسرن في الغابه كاشفات حاسرات بل ويعدن الي عرين اسودهن متأخرات ليلا....
و الاسد الهرم كبير الغابه يرقد في رعايه ابن أوي ليعطيه الدواء في المواعيد التي حددها له طبيب الغابه....
وامست الضباع تفرض سطوتها في حواري وازقه الغابه بل وتخرج في جماعات تمارس اعمال البلطجه غير عابئه او متخوفه من عقاب اسد ولا ثورته لانها تعلم تمام العلم انه طالما يحكم الغابه هذا الاسد العجوز المريض فهي حره تفعل ما تشاء وتعربد في الغابه كيفما شائت....
أما اللبوءه فعندما يسألها احد عن اخبار الاسد من صديقاتها اللبؤات تجيب "بركه البيت" بخير نايم في العرين
أما باقي سكان الغابه الوديعه كالبلابل والغزلان والارانب والسناجب والقرود فقد فقدت كل معني للحياه فقدت الامن والامان فقدت مصادر رزقها فقدت راحتها فقدت غابتها التي تعرفها ولا تعرف غيرها غابه...
فتوقفت البلابل عن الشدو بعد ان امتلات الغابه باصوات نعيق البوم واصوات خوار البهائم وعواء الذئاب..
اما الغزلان فقد امتنعت عن رقصاتها الايقاعيه والتي كانت ترقصها علي نغمات الحريه لانها تعلم جيدا ان هناك من يتربصها بالجوار ولا يخشي عقابا ان اغتصبها او هتك سترها او حتي افترسها …
والارانب التي كانت تخرج في باكر الصباح من جحورها تقتات العشب والجزر من خيرات الغابه امتنعت عن الخروج حتي اصابها الهزال وشارفت علي الموت بعد ان افترست الثعالب صغارها وهدمت اقدام الفيله الهائجه بلا ضابط او رابط جحورها...
والسناجب التي كانت تقضي يومها في اللعب واللهو علي اغصان الاشجار مستمعه لشدو بلابل الغابه في امن وامان هاجمتها الجوارح والهوام التي جائت الي الغابه من كل حدب وصوت معلنه بكل جرءه وصفاقه امتلاك سماء الغابه....
والقرود حتي القرود امتنعت عن الذهاب الي نبع مياه الغابه لتشرب لانها تيقنت ان الضواري كلها والتماسيح تنتظرها هناك لتفتك بها فماتت عطشي خير لها من الموت بين الانياب...
اما الضواري والسباع والهوام والذئاب والثيران فقد ارتدت اثواب الثراء وتسيدت الغابه واقتسمتها فيما بينها مناطق نفوذ ومصالح مشتركه ومنافع متبادله فلا قتال ولا نزاع بينها فخيرات الغابه تكفيهم كلهم ...
وعلت اصوات البهائم فوق كل صوت وانعدم الامن والامان بل وعبرت حدود الغابه جماعات غريبه من الهوام والوحوش ووقفت بكل جرأه وصفاقه تشكل مع ضباع الغابه جماعات وخلايا سريه وعلنيه وفجرت مكامن الوداعه والصفاء بالغابه…
لم تعد الغابه غابه بل اصبحت غيابه لان اسدها اصبح بركه البيت وسقطت اسنانه وكل بصره وكلما اراد الزئير اصابته نوبه سعال كادت تؤدي بحياته....
فشعر سكان الغابه من الودعاء بالغربه والظلم والقهر فقرروا الهجره لاي ارض اخري وخرجوا فرادي وجماعات مهاجرين فابتلعت منهم المياه من ابتلعت وقتلت منهم طلقات حراس الغابه من قتلت ولم يبكيهم احد لان المقل جفت والنظر كل من كثره البكاء والنحيب والعويل علي غابه كانت في يوم من الايام احلي واجمل غابه

مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات