بسم الله الرحمن الرحيم
بركان القائمة المغلقة
لو كان ُقدر للعراق انه خلق على بركان ثائر كان يثور به على مدى الخلق والخليقة كل حقبة مرة او مرتان ...لكان حري بنا نحن العراقيين
أبناءه البررة أن نخال التهافت القائم ألان على اعتماد القائمة المغلقة في الانتخابات المزمع إقامتها عند مطلع السنة القادمة ..لهو أخر ثوراته الجامحة التي ستغل به إلى أسفل سافلين .
وحتى وقت قريب كانت هذه البطاقة بمثابة الغطاء الشرعي الذي تظللت به الفتنة الطائفية ..وفتنة القتل على الهوية والاسم ..ونزاع الأحزاب النفعية المتعددة المذاهب وربما الأجناس
فقد صعدت على حين غفلة وربما اقل من لمح البصر فئات من الجنسين
كل مؤهلهم هو الانتماء المذهبي المتعصب الذي أودى بالروح العراقية وجرد العراقي أمام العالم من انتماءه الوطني
ومن المواطنة الحقة أو مآلها و ما عليها ..فهنالك فئات لا تمتلك الحد الأدنى من الشهادات الدراسية والعلمية
وهناك من زور له شهادة راح يتعالى بها على الآخرين ..وهنالك من اتخذ من طائفته او مذهبه او عرقه جوازا مروريا او صله الى البرلمان العراقي تحت عباءة تلك القائمة وربما تحت بطانتها وبعضهم كان الحظ حليفه فجاء به على قطار المعارضة في خارج العراق ..وكم كان هذا القطار سريعا وظالما لان كل الشعب العراقي في الداخل والخارج كان معارضا للنظام السابق... ومعارضا للحصار المفروض عليه... ومعارضا للحروب التي ُزج بها مرغما
ولكن ؟؟؟؟؟ وما ادراك ما هذه أللكن وما تعنيه للشعب العراقي
انها تحمل عدة خيارات وعدة فروع .فهولاء المعارضة كانوا وما زالوا حتى اليوم
معارضين خمس نجوم ....مرفهين مدللين .لهم رواتب مزية وفلل رائعة من الدول التي كانوا يحتمون بها ولجئوا أليها كأنهم فاتحين
وحتى هذه اللحظة هم يتنعمون بهذه الميزات ويقبضون أموال العراق في ذات اليمين وأموال تلك الدول في ذات الشمال
ولعل الفضيحة التي أثيرت من قبل الحكومة الدنماركية على بعض البرلمانيين لهو خير دليل على ذلك التنعم الغير شرعي على حساب الغالبية والسواد الأعظم من الشعب العراقي الذي مازال يرزح تحت طائلة الديون المتراكمة وتحت طائلة البند السابع وتحت بنود التخلف السياسي الذي مارسه هولاء البرلمانيين الذين انضووا تحت القائمة السوداء المغلقة التي كفلت لهم العيش الرغيد مدى الحياة وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم وليمت أبناءه ونساء وأطفاله اليتامى الى حيث العزلة والتخلق والموت المجاني
هولاء النفعيون قد اباضت وجوههم الكئيبة نزوات السياسة الجامحة وربما زينته بمساحيق الكذب الحمراء والصفراء التي كانت الوان شعاراتهم المزيفة
يكفي الشعب العراقي انه أهدر أربعة سنوات من الكذب البنفسجي حتى يكتشف الكاذب منهم والصادق المبين
يكفيه ذلا أنهم باعوه الى دول الجوار التي خاو وها بعد أن قبضوا ثمن التصاقهم برحم الأخوة الأعداء بحجة ضياع العراق وانسلاخه من عروبته
وهم على يقين بان العراق عربي حد النخاع فهو الأفصح لسانا والأكثر شعرا وبه وعلى أرضه نشأت الخليقة وعاش الأنبياء
لكن من دواعي الأسف ان يفقه البعض ذلك ويظل متمسكا بكذبه وخداعه
فالعراق ألان بحاجة الى قيادة نزيهة قبل ان تكون حكيمة وشجاعة قبل ان تكون مسالمة وواعية قبل ان تكون نائمة
فمواسم الأسف السابقة قد انقضت في العراقي كرامته التي أراقها البعض على عتبة الطائفية وبحجة محاربة الاحتلال
القائمة المغلقة ستقضي على أخر آمال العراقيين وحلمهم بإنشاء دولة حرة وشاملة لكل الطوائف ولجميع المذاهب فهولاء جميعا يحملون الدم العراقي ويحملون وزر أثقاله الكبيرة ومن حقهم بل من أولويات حقوقهم هي المواطنة الحقيقة والانتماء الشرعي المكفول ببرلمان يكون عينا على حقوقه وليس عينا عليه لأنها ستضم حينئذ ليس أشخاصا مجهولي الهوية وحسب وإنما أحزابا تعادي الشعب العراقي تتخفى خلف مسميا ت معروفة وشخصيات تؤمن لها الحماية والواجهة الشرعية ..فليس خافيا على البعض نشاط حزب البعث الذي افرز له تشعبات عديدة واحدة باسم التحرير والأخرى الاصطلاح أو العودة الى الخلافة
هذه الأحزاب وغيرها تنشط إعلاميا بواسطة الانترنيت ولها مريدين وأتباع كثر في العراق وخارجة
ولا ينقصها المال الذي يهيله عليها من الحالمين بالعودة الى حكم العراق الدموي
لذا ليس عسير عليها ان تعمل بالخفاء وتحت غطاء شرعي من الموالين لها داخل العراق ومن المؤكد انها ستلجأ الى اعتماد القائمة تلك لتزج بعملائها في الانتخابات القادمة وعندها من يستطيع ان يوقف العجلة التي ستدوس على الطوائف المختلفة وبخاصة القليلة العدد رغم انها كبيرة بانتمائها وعراقيتها ..من سيحميهم من تلك الهجمة في حال صعود الأحزاب السلفية والتي تتخذ من الدين ستارا تخبئ خلفه وجها القبيح
من سيكفل لأبناء العراق حياتهم الكريمة في حال صعود نفس الوجوه والشخوص التي عملت بصورة فردية من اجل المكاسب والمعارضة وحسب. ومن اجل استعراض العضلات الكاذبة فقط
فالشعب العراق يقف ألان على مفترق صعب العبور. جهة منه وهي القائمة المفتوحة ستؤدي به الى طريق السلامة واحترام الذات
وجهة منه وهي السوداء المغلقة ستؤدي به الى درب الصدود بغير رجعة
لأنها تصادر كرامته أولا وإرادته ثانيا وحياته أخيرا
كريمة شامي المالك
التعليقات (0)