استحييت من نفسى عندما رأيتك ترسلين كل يوم أكثر من مائة برقية وبرقية، تقومين فى جوف الليل لتسألى لى ربى بأغلى أمنية وأمنية، وشعرت بخجلى وقلت لما لا! وكيف لم أفكر أن أرسل لك على الأقل برقية؟ كيف نكون متساوين يا أمى فى الأضحية؟ أعتقد حقا يا أمى كم أنت منسية!
ترانى يا أمى أستحق هذه التضحية؟ بجسدك الهزيل تستيقظى وترسلى من أجلى ببرقية تلو البرقية: أه يا أمى ..أه يا أمى.. أنا بالفعل لم أكن ابنة مثالية، وكيف اسألك الغفران وأنتِ تقولى لى فى دعاءكِ هى دواء عينيه؟
كيف أن اسألك الصفح وقلبك أبدا لا يعرف القسوة أو حتى يملك أن يدعو على ويمحو نتيجة البرقية، كيف يا أمى أن أسامح نفسى وأنا لم أرسل لكى إلى الأن حتى إعلان برقية؟
تمنيت يا أمى أن يملك جهازى حروف من حجم الزبرجد لأكتب لك كلمات زبرجدية، وكم تنميت يا أمى أن يكون فى الكمبيوتر ألواناً ذهبية، أو حتى برونزية حتى تكون برقيتى لك غير أى برقية!
أه يا أمى ...لم تطلبى فى حياتك عملات ورقية، أو حتى نقدية، وكم تمنيت يا أمى أن تعشقى المال! حتى أتى بكل حسابات البنوك العالمية، وكم تمنيت يا أمى أن تحبى الشعر حتى أكتب لك دواين ودواين بأوراق وألواح غير منتهية الصلاحية.
أه يا أمى... تمنيت أن تعشقين الحلى والأقراط الذهبية، حتى أبدا من أجلك رحلة عالمية، أجوب فيه العالم وأتى بالأساور والقلادات الغير نمطية، وكم تمنت يا أمى وتمنيت ولكن أحلامك البسيطة لم تكن إلا أحلاما عادية.
وكم استنشق عطرك يا أمى وعندها أشعر بعطر الجنة، وكم هو عطر يفوق عطر الحدائق الدولية، أطلبى أمى وأنتظرى فعلى وسأكتب من أجلك معاهدات دولية، تحفظ لك حقك، وقد كرمك ربى وجعل حقوقك فى مواثيق الهية، أطلبى سيدتى حتى إن عجزت يدى فاقدم لك جسدى قربانا لتعبرى بيه الطرقات الغير ممهدة إلا بالنرجسية.
كم سمعت عن قبلات الفم يا أمى ولكن قبله من يديك تفوق قبلات العاشقين والقصص النسائية الخرافية، لماذا لم أكتشف عشقك يا أمى مبكرا، أترانى كنت غافلة أم كنت إنسانة أنانية، لم أعرف يا أمى ماذا دهانى ولكن كل ما أعرفه سينبض قلبى مادمتى أنت حية.
فلا ترحلى يا أمى حتى أنحنى لقدميك وأقبلهم وأقدم لهم التحية، سلاما لكى يا أمى يا من سيجعلنى الله بدعاك مرضية، بالله عليكِ يا أمى لا ترحلى قبل أن أحقق أحلامك الأقل من عادية، أستحلفك يا أمى أن تغفرى وتبقى لى دوما لترسلى كل يوم إلى ربى آلف برقية وبرقية، وأقبلى برقيتى يا أمى وسأطوى قلبى بداخل البرقية فأقبليهم يا أمى هدية، فأقبليهم يا أمى هدية.
التعليقات (0)