مواضيع اليوم

برغم كل المعوقات والنكبات.. فتياتنا يرسمن بثقة صورة المستقبل

شيركو شاهين

2010-12-06 12:12:11

0

برغم كل المعوقات والنكبات..
فتياتنا يرسمن بثقة صورة المستقبل
تحقيق// شيركو شاهين


sherkoo.shahin@yahoo.com 

كم اصاب الشاعر والمفكر الهندي الكبير(طاغور) حين عمد الى تعريف الطموح لطلابه ((على انه زهرة تنمو وسط اكوام الصخور))، فالطموح يدفع بصحابه للعدو بكل ما اوتي من عزيمة لتجاوز جميع المعوقات التي قد تضعها الحياة في طريقه وصولا الى خط النجاح.
وبما ان الطموح يجري في دماء الشباب ويمتزج بمكوناته حتى يكون اساسا فيها، فيمسي حين ذاك عطاؤهم فيه كشلالات متدفقة من سفوح الجبال، وليكونوا تواقين للسمو باهدافهم وصولا لغاياتهم.
ولكن يبقى للطموح اطر تحدها بحدود ترسمها نوع المجتمعات التي تنتمي اليها، فالمجتمع الشرقي غير المجتمع الغربي.
وبما ان مجتمعاتنا وهبت الكثير من مظاهر التحرر للشباب (الذكور) دون (الاناث) نتيجة ارث اجتماعي فان نتيجة ذلك خلل في نتائج العطاء وابراز الطاقات بين كلا الجنسين.
فالى اي حد من الممكن ان تؤثر الظروف السيئة التي يمر بها العراق والعادات والتقاليد في وجه طموح الفتيات العراقيات، اللاتي يهدفن الى الانطلاق في مجالات الدراسة والتفوق العملي والعلمي في جميع ميادين الحياة، وهل مازالت لحد الان بعض الاسر تقمع تطلعات الفتيات وتحول دون تحقيق الكثير من احلامهن.
عن الشأن التقينا مجموعة من الطالبات واستطلعنا اراءهن في مسألة القيود المفروضة على الفتيات والناجمة في الاساس عن عدم ايمان اولياء الامور بما يحمله المستقبل لبناتهم.
عقبات تذللها الجهود
ان المرأة عموماً والشباب خصوصاً ركن اساس في تكوين المجتمع المتقدم والصالح لكن المشكلة تكمن في ان البعض يتجاهل دورهم الشامل في نهضة اوطانهم، هذا ماقالته الطالبة (سرى يوسف)-كلية العلوم السياسية- قبل ان تضيف قائلة: فالمجتمعات كما هي العادات تعمل على تحديد مشاركات المرأة واحلامها باطار لا ينبغي الخروج عنه، وهذا يحول في بعض الاحيان دون انطلاقة الفتيات وقد يحجم تفوقهن، ومثال ذلك انه ما زالت بعض الاسر ترفض ان تسافر بناتها للخارج بغرض اكمال الدراسة واتمام تعليمهن بحجج عفا عليها الزمن.
اما الطالبة سهام بدر-كلية العلوم السياسية- فقد ايدت كلام زميلاتها في جانب معين وبخصوصه قالت: ليس هناك شك في ان العادات والتقاليد قد تقف احيانا عائقا أمام طموحات الفتاة في المجتمعات الشرقية ومنها مجتمعنا العراقي، وذلك بسبب نظرة المجتمع الدونية للفتاة، وارى انه من الضروري لاصحاب مثل هذه التوجهات الأخذ في الاعتبار، ان الفتاة على دراية بعاداتها ومتحصنة دوما بتعاليم دينها الذي يفرض عليها جوانب لا ينبغي ان تبتعد عنها.
واضافت: وانا احمد الله على ان العادات والتقاليد لم تقف لحد الان امام طموحاتي، لان اسرتي تتفهم اهمية التعليم وانعكاساته على مجتمعنا ومدركة لمتطلبات الحياة العصرية.
اما الطالبة غيداء ماجد-كلية العلوم- فتقول: استغرب فعلا لحال المرأة هنا مقارنة مع نظائرها في الدول المجاورة فعلى الرغم من دورها القيادي في السلطة والمجتمع بعد التحرر من النظام البائد وبفضل ذلك حازت على حقوق وحدد ما عليها من واجبات، الا ان مجتمعاتنا وضعت العادات والتقاليد عقبة امام تفوقها في الحياة الفعلية، وهذا بنظري لايبشر بخير البتة.
اما الطالبة شيماء خالد-كلية الفنون الجميلة- فهي مؤمنة جدا ببنات جيلها، وعن هذا الامر تقول: انا متأكدة من ان بنات اليوم متفوقات ولا يرضخن لأي محاولات لعرقلة طموحهن الدراسي مهما زادت الضغوط الامنية وساد الرعب مدننا، الى جانب انهن على درجة ادراك عالية بحقوقهن في مختلف امور الحياة.
واضافت شيماء: الا ان هناك نقطة مازالت تمثل بنظري ابشع اساليب الرجعية الا وهي تدخل بعض الاسر في اجبار الفتاة على زوج معين، وهذا امر مستغرب في هذا العصر الذي شهد التطورات في شتى الامور الحياة.
اما الطالبة زينب غازي –كلية الفنون الجميلة-فلا تؤيد صويحباتها في الكثير مما ذهبن اليه في آرائهن وعبرت عن رأيها بالقول: ارى ان العادات والتقاليد لا تحد من طموح الفتاة لاسيما ان كانت ضمن اعراف الشرع والقانون، واعتقد ان الزمن يتطور، واليوم المرأة اخذت حقوقها في مجالات عديدة منها على سبيل المثال المجال السياسي، واستطاعت ان تتقلد مناصب عليا في البلاد وان تصبح وزيرة مثلا، واعتقد رغم الكثير من الضغوط الحالية والتي هي بالطبع خارجة عن الحدود الطبيعية الا ان المستقبل مفتوح امام الفتيات المجتهدات لتسيير حياتهن ولاختيار الزوج بحرية تامة وايضا لتحقيق الطموح التعليمي.
اما رؤية عبد الواحد-كلية الاداب- فلها بهذا الشأن رؤية خاصة عبرت عنها بالقول: ان اساليب فرض العادات والتقاليد تختلف شدتها من اسرة الى اخرى، فللأسف مازال هناك العديد من الاسر المتشددة تصدر اوامرها الى الفتيات بسبب او بلا سبب وعلى الدوام يعملن على مراقبتهن في كل الاوقات، وقد يصل الامر الى حرمان الفتاة في كثير من الاحيان من حقها في التعليم وهذا مؤشر خطر، فهي تصبح حين ذاك حجر عثرة في تفوق بناتها واتمنى ان يعي الجميع ان الزمن تغير ولم تعد الفتاة سلعة مركونة في احد اقبية الدار، وانا متأكدة بعدها ان هناك العديد من الاسر تتفهم ان الظروف قد تطورت واخذت تتعامل مع بناتها بمنطق المرونة وتقليل الضغوط لادراكها بانها تأتي دوما بنتائج عكسية.
نور قاسم المعيدة في جامعة بغداد لها تجربة خاصة بهذا الموضوع تعلق عليه بالقول: احب ان اشير اولا الى ان مجتمعنا العراقي مازال بخير والحمد لله وهو بعد ذلك رغم النكبات التي يمربها في تطور مستمر وذلك نتيجة اتساع مساحة التعليم واستكمال الدراسات العليا واحتلال مناصب علمية وعملية مرموقة، مشيرة الى ان وجود الطالبة رغم هذا الوقت العصيب في الجامعة هو اكبر تحد لذاتها ولمجتمعها ولكل الضغوط الممارسة عليها، وهذا بالطبع ناتج عن سعيها المستمر في تنمية قدراتها الشخصية ودعمها ثقافيا فاصبحت قادرة على فرض رأيها والتمسك به، وتضيف قائلة: انا اصلا من محافظة ديالى ولقد وقف والدي واخوتي دون اتمام دراستي التي كنت اريدها ولكني صممت على الكفاح ودخلت الجامعة والآن انا تدريسية فضلا عن التحاقي بالدراسات العليا. وترى: ان الفتيات مطالبات دوما بالالتزام بالاخلاق وعدم مخالفة عادات المجتمع في كل سلوكياتهن وتصرفاتهن.
خلاصة القول:
طالباتنا اليوم يرسمن بثقة ملامح مستقبلهن في الدراسة والعمل والزواج فالفتيات دوما سينتصرن على قيود العادات بطموحهن وبما يتمتعن به من روح المثابرة العالية فتشرق حين ذاك شمس المستقبل على وجوههن، ولتنطلق حين ذاك غايات الاماني محلقة في سماوات العمل والانجاز.
ففتيات اليوم هن نساء الغد، حاضرات في كل محافل الطموح، يرسمن صورة لمستقبل زاهر من بعد تخرجهن من الجامعات متمنيات ان يصبح المجال مهيأ لهن لمزيد من الدراسة والاسهام مع اخيها الرجل في معترك الحياة الاجتماعية.

نشر بتاريخ 28/5/2006




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !