براهين على عمى بصيرة السلفيين ..؟
بقلم : محمد بن عمر / كاتب و ناقد تونسي /عضو باتحاد الكتاب التونسيين
( 1) من أعجب ما يحدثك به السلفيون كون الرسول صلى الله عليه قد أقدم على حرق كل الصحف التي دونت بعض أحاديثه ناهيا عن كتابة ماعدا ما كان يوحيه إليه ربه عز وجل من قرآن ، قال عنه الجن بأنهم قد سمعوا ( قرآنا عجبا ) تحدى الله به الجن و الإنس أن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا برهنة على أنه تنزيل العزيز الحكيم . و قد فعل صحابته الكرام نفس ما فعله رسولنا الأكرم و أحرقوا كل ما دونه العصاة من أحاديث و أقوال ، و فيما يلي بعض ما يتناقله السلفيون من روايات في هذاالموضوع:( لماذاقد نهى النبى (صلى الله عليه وسلم )عن تدوين الأحاديث ؟
أفضل إجابة في قوقل محرك البحث المشهور
((رواة الأحاديث أجمعوا على أن النبى قد نهى عن تدوين الأحاديث)، وجاء هذا النهى فى أكثر من حديث لابى هريرة وعبدالله بن عمر وزيد بن ثابت وأبى سعيد الخدرى وعبدالله بن مسعود وغيرهم».
وفى كلمات أبى هريرة يقول فى قطعية لاتقبل اللبس «خرج علينا الرسول ونحن نكتب أحاديثه فقال ما هذا الذى تكتبون.. قلنا أحاديث نسمعها منك يا رسول الله.. قال.. أكتاب غير كتاب الله.. يقول أبو هريرة فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار». وأبو هريرة نفسه هو الذى قال فى حديث آخر: بلغ رسول الله أن أناسا قد كتبوا أحاديثه فصعد المنبر وقال «ما هذه الكتب التى بلغنى أنكم قد كتبتم.. إنما أنا بشر فمن كان عنده شىء منها فليأت بها.. يقول أبو هريرة.. فجمعنا ما كتبناه وأحرقناه بالنار».
كما أن هناك حديثا للرسول متفقا عليه حيث قال «لا تكتبوا عنى غير القرآن ومن كتب عنى غير القرآن فليمحه» وفى رواية لابي سعيد الخدرى قال «استأذنت رسول الله عليه الصلاة والسلام أن أكتب حديثه فأبى أن يأذن لى»، أما عبد الله بن عمر فقال «خرج علينا رسول الله عليه الصلاة والسلام يوما كالمودع وقال: «إذا ذهب بى فعليكم بعدى بكتاب الله أحلوا حلاله وحرموا حرامه». وأبو بكر أول الراشدين روت عنه ابنته عائشة فقالت «جمع أبى الحديث عن رسول الله وكان خمسمائة حديث فبات ليله يتقلب كثيرا فلما أصبح قال.. أى ابنتى هلمى بالأحاديث التى عندك فجئته بها فدعا بنار وأحرقها»،
أما ثانى الراشدين عمر بن الخطاب فقد صعد المنبر وقال «أيها الناس بلغنى أنه قد ظهرت فى أيديكم كتب فأحبها إلىّ أحسنها وأقومها فلا يبق أحد عنده كتابا إلا أتانى به فأرى رأيى فيه، فظن الناس الذين كتبوا عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه يريد أن ينظر فيها فأتوه بكتبهم فجمعها وأحرقها وقال أهى أمية كأمية أهل الكتاب ثم كتب إلى الانصار من كان عنده من السنة شىء فليتلفه». ).
و بعد كل هذا التأكيد لا يزال السلفيون يعتمدون مدونة فقهية مبنية أساسا على ما جمعه البخاري من أحاديث بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
بحوالي الثلاثة قرون ، و يعتبرونها المصدر الثاني للتشريع في الإسلام نظريا ، و المصدر الأول و الأساس في كل ما يفتون به من فتاوي و ما يرتكبونه من جرائم و سلوكيات شاذة عبر مختلف العصور مما جعلهم يمثلون أكبر عائق حضاري أمام تقدم مجتمعاتنا الإسلامية في العصر الحديث ...؟
( 2) هذا التناقض المقيت بين ما أكد عليه الرسول الأمين من كون المصدر الوحيد للتشريع في الإسلام هو كلام رب العالمين/ القرآن ، و بين مسالك الغي التي يسلكها أصحاب سقر ، جعل من عمى بصيرتهم الصفة الأبرز حتى في فهمهم لكتاب الله ، فإن قال القرآن ( و نزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) ، ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ،( و كل شيء فصلناه تفصيلا ) ... تعامى السلفيون كل ذلك متأولين أن الرسول الأكرم ما بعثه ربه إلا ليكمل شريعة ناقصة و ليجتهد أيمتهم و دراويشهم في استنباط ما غفل عنه الله من أحكام ...؟
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
و إن قال الله ( إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون ) قال السلفيون : " اختلاف أمتنا رحمة و نعمة " حتى يتاح لهم تفريق الأمة شيعا و مذاهب متناحرة بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون ؟
و إذا أكد الله على بشرية جميع الرسل عليهم السلام و أنهم يخطئون و يصيبون ما عدا في تبليغ الوحي ، تأول السلفيون ذلك بعصمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الأنبياء و قدسوه و عدوه (لا ينطق عن الهوى ) بل لولاه لما خلق الله الكون من أصله ، و هذا ما تروج له إذاعة صخر الماطري الشاذ جنسيا ، و سارق ثروات الوطن المتحالف مع الشيطان الأكبر ...؟
و إذا قال الله ( إن الشرك لظلم عظيم ) و ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك ) تأول السلفيون أن المشرك هو من يحارب وثنيتهم و عبادتهم للرسل و الأنبياء و السلف الصالح من دون الله الواحد الأحد ، و عبدوا الناس في القبور و المجسمات ... و في مختلف الأوثان و الحجر ، حتى لتخال قد رجعنا إلى عهود عبادة الشجر و الأوثان و البقر، بفضل كلاب سائبة أطلقها على مجتمعاتنا بقايا استعمار مقيت من الأول ؟
فهل يتحالف شعبي الأبي الحر، لسحق أنذال يقدسون الحجر و البشر ، جعلوا أمتنا أضحوكة الأمم ، بدروشة هم مروجوها من بين جميع البشر ولا يستجيبون لنور إلاه عظيم مقتدر ...؟
التعليقات (0)