الزلزال ظاهرة طبيعيه عباره عن اهتزاز ارضي سريع يتبعه موجات ارتداديه ويحدث نتيجة ضغوط واجهادات اسفل القشرة الارضيه او كنتيجة لانشطة البراكين التي تطلق الحمم من داخل الارض وقد ينجم عن الزلازل التدمير والتخريب وربما يؤدي الى اضرار جسيمه في الارواح والممتلكات وربما نزوح عدد من السكان ونضوب بعض الينابيع وظهور اخرى او تدمير بعض المنشات الهامه والبنى التحتيه وغيرها
اليس هذا ما يحدث في عالمنا العربي في هذا الزمن الذي اطلق عليه زمن الربيع العربي - حيث انطلق اول بركان في تونس ليحدث موجات ارتداديه وبراكين اخرى اعقبتها زلازل عنيفه في عدد من الاقطار العربيه تأثر بها الوضع العربي بأجمله - لقد حدثت هذه البراكين وما اعقبها من زلازل سياسية واقتصادية واجتماعية نتيجة الضغوط والتراكمات من الفساد والظلم والتسلط والقهر التي عانى منها المواطن العربي
– لقد جثمت على صدره دكتاتوريات من انظمة ابت ان تتزحزح الا بثوران البراكين وتولد الزلازل التي احدثت اضطرابات وفوضى وتدمير في بعض المناطق نجم عنها خسائر في الارواح والممتلكات العامة والخاصه واثرت على اقتصاديات بعض البلدان وامنها الداخلي ويعتبر هذا امرا طبيعيا اذا ما قارناه بما يحدث بالزلازل الطبيعيه --- ففي كثير من البلدان تحدث عادة الفوضى الامنيه والاقتصاديه في حالات الكوارث الناجمه عن الزلازل او حتى عن انقطاع الكهرباء في بعض المناطق ----
–
ان اليابان بلد الزلازل الطبيعيه ولكنها تتعامل مع الكوارث الزلزاليه بتقنية عاليه وبشجاعة وحكمه وهذا ما يتطلبه الوضع العربي في التعامل مع الثورات العربيه القائمه --- ان العالم المتحضر يلجأ في حلات الاضطراب والتغيير الى النخب من الفلاسفة والمثقفين والحكماء والعلماء ليضعوا الخطط امام من يتولون مسؤولية الوضع الجديد لمساعدتهم في توجيه المركب وجهته السليمة نحو بر الامان وبقدر ما يدرك اؤلئك الذين توكل اليهم قيادة المسيره الجديده خطورة المرحلة والتعامل معها بحكمة وتقنية وامانه بقدر ما تنحسر الموجات الارتدادية التدميريه وبقدر ما تهدا الاوضاع وتضمد الجراح ويسير قطار الحياة على سكة السلامة الطبيعيه ---
ان موجة التفاؤل التي تسود العالم العربي يجب الا تخطف ابصارنا وتعمينا عن خطورة المرحلة وما يترتب على الجميع القيام به من تحمل مسؤلياتهم بحكمة وشجاعة وصبر وسعة وصدر لقد تفاءلنا بما حدث في عهد الانقلابات العسكريه في الزمن الغابر والتي ولدت لنا هذه الانظمة الدكتاتوريه التي ما رأينا في زمنها الا النكسات والهزائم والانتكاسات - كفى - لا يمكننا تحمل انتكاسات اخرى - فنسال الله ان تقود هذه الثورات الى ما فيه خير هذه الامة وان يكون التغيير المنشود نحو الافضل وبما يتفق مع عقيدتنا وقيمنا واخلاقنا وان تصحو الضمائر لتقود المسيرة نحوالعدالة ومصلحة الوطن والمواطن ---
التعليقات (0)