حياتها في الولايات المتحدة الاميركية لأكثر من ثلاثين عاما لم تحل دون صيامها شهر رمضان المبارك وتربية اطفالها على قيم الدين الاسلامي ...ولأنها تعيش هناك وتحتفل بعيد الميلاد وعيد الفصح وعيد الشكر ..كان لا بد لها ان تجعل من عيد الفطر مناسبة شيقة للاطفال ...تبدأ مع مطلع ايام الشهر الكريم ...تحضر صحن التمر والجوز والمشمش الجاف والشوكولا وتضيء النجوم الذهبية والهلال في باحة الصالة الداخلية وتفرد على طاولة الطعام شرشفا خاصا من وحي المناسبة وتقلب مواعيد النهار ..لا موعد غداء والجميع عليه الحضور في موعد الافطار لتناول الوجبة الرمضانية مع العائلة ..وفي كل يوم يمضي من الشهر المبارك تحرص على طبعه ببصمة خاصة تعيد اهل البيت الى طرابلس في السبعينات وتنقلهم يوما الى حلويات الحلاب والاسواق الداخلية في الشهر الكريم ..
انه اخر ايام رمضان ,اغراض المعمول جاهزة ولا بد من اعداد الحلوى الاكثر شعبية ورمزية للعيد ..معمول العيد حاضر بالجوز او اللوز او الفستق ومصفوف في قوالب مختلفة ثم يتوزع على صوان والى المدرسة حيث يجب ان يكون لرفاق واساتذة الاولاد نصيبهم من عيد الفطر وحلوياته ...شاركت العيد معموله كما شاركت صفا رمضانها الكريم و مهمة اغراق التمر بالشوكولا استعدادا للعيد..
لم اشعر ببهجة في عيد الفطر في لبنان كما عشتها في منزل صفا في الولايات المتحدة الاميركية ...اعتدت على اجواء العيد في طرابلس ولكن لم افكر يوما ان صفا نقلتها معها الى بلاد العم سام واضافت عليها لمسات اسلامية خاصة تجمع فيها بين التراث والقيم والعادات... ومع اشعة الشمس الاولى,يثيرني صوت الاطفال وهم يهتفون "البراق البراق" فأهرول لأكون بينهم واستطلع ما يجري
" انه البراق اتى بهدايا العيد ليلا ".تبيتسم صفا وتشرح "البراق هو الدابة التي استخدمها رسول الله في رحلة الاسراء والمعراج "..يبدو ان البراق عرج على بيت صفا واتى معه بالهدايا ليلا احتفالا بالعيد...تبدأ عملية فتح الهديا وطبعا البراق يحقق تماما ما يحلم به الاطفال فيأتي لهم بما يريدون..والى غرف النوم بسرعة لارتداء ملابس العيد والعودة لأخذ العيدية ..عدت صغيرة افرح بالعيدية, وانتظر الهدية ,ألتهم المعمول, وألهو بالشوكولا ..العيد عيد في طرابلس او في اميركا ان حضرت صفا وعرج البراق..
التعليقات (0)