مواضيع اليوم

براقش ومشتقاتها!

علي جبار عطية

2012-02-01 08:56:49

0


علي جبار عطية
الأربعاء 01-02-2012


تستمع الى مثل غربي فتراه أقرب الى الواقع من أمثالنا! واليك الدليل: يقول المثل الغربي (القطرة التي أفاضت الإناء) ونحن نتداول مثلاً عربياً قديماً يقول (القشة التي قصمت ظهر البعير) فأين البعير وأين القشة التي قصمت ظهره! انه محض هراء! ويقول لك: (اختلط الحابل بالنابل) وتعود بك الذاكرة الى الحروب أو الغزوات البدائية فتتذكر أن هناك جنوداً يهيئون الحبال وآخرين يحضرون النبال فاذا احتدم وطيس المعركة اختلط هذا بذاك!
ويقول لك صاحبك بعد حديث طويل (هذا مربط الفرس) وليس هناك مربط ولا فرس انما هناك كراج لمأوى السيارات التي يخشى أصحابها سرقتها ولا علاقة للمثل او الفرس بحياتنا من قريب او بعيد بل اننا افتقدنا حتى رؤية حصان عربة النفط!
وفي بعض الأمثال اهانة مقصودة ومن ذلك قولهم (على نفسها جنت براقش) وكما هو معلوم فان براقش ليست سوى كلبة أكثرت من النباح فكان في هذا مقتلها فاذا شبه شخص بذلك تكون الاهانة مزدوجة!
انظر الى المثل الصيني (دع مئة زهرة تتفتح) او الى المثل التركي (بدلاً من أن تعلن الظلام اشعل شمعة) او المثل الانكليزي (النساء والقطط كلهن سود في الظلام) تجد لهذه الأمثال علاقات واقعية مع الأشياء ثم تجد حكمة تطفح منها في حين تجد أمثالنا تنتمي الى حقب زمنية قديمة ولا علاقة لها بالواقع وهذا هو الذي ادى الى حصول قطيعة بيننا وبين الكثير من التراث الثقافي العربي لأنك تشعر انه بيعد عنك ولا يمثل سوى جماعات صغيرة عاشت في الصحراء واعطت لتجاربها هالة من القداسة فالمثل يقول (وعند جهينة الخبر اليقين) لكن عند البحث عن شخصية جهينة تجد انه قاتل غدر بصديقه عند سفرهما وحين جاءت زوجة القتيل أنكر معرفته به وحين ذهبت ردد هذا البيت:
تساءل عن حصين كل ركب
وعند جهينة الخبر اليقين
وبالمقابل هناك أمثال حديثة فطيرة من قبيل (الاصطياد في الماء العكر) و (العودة الى المربع الأول!!(




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !