برئت بنفسي عن ذنوب برأتي

أسير طموحاتي أسير بخافق

أسيرَ جراحاتٍ بقلبٍ معذبِ

أهيمُ بفكرٍ في الشوامخِ باحثاً

مصاديقَ أحلامٍ لمجدٍ مغيبِ

أسيرُ بسرٍ في البسيطة كاتماً

سرائرَ أسرارِ الفوأدِ المخضبِ

و أمضي أحثُ السيرَ كلَ هنيئةٍ

إلى كلِ سرٍ في السريرةِ مُتعَبِ

أعللُ أمآلاً و أرسم خاطراً

أخطُ سطوراً عن مقاصدِ مطلبي

و أكتبُ أشعاراً خفايا مشاعرٍ

شعارَ شعورِ من جراحِ تعذبي

أحسُ بإحساسِ الغريبِ وقد غدا

وحيداً شريداً في بلادِ التعربِ

برئت بنفسي عن ذنوب برأتي

من الصدق و الإخلاص حين تأدبي

و جئت كما جاء الزمانِ مكبلاً

أفاعيلَ أوغادٍ و زورَ مكذِبِ

أباعدُ نفساً عن بعيِد مطامحٍ

بعيدُ بلا بعدٍ قريبُ تهذبِ

أجاهد ما أهوى وأُجهد خافقاً

جهيداً من الآلام بين جوانبي

صبورٌ عظيم الصبِر رغمَ مشـقةٍ

تشقُ عرى صبرٍ وشَدَّ تَصلبِ

أُباعدُ عن طبعِ الغريرِِ وإن بدا

قريباً على بابٍ يحطُ بجانبِ

أُجانبُ ما كان الزمانُ مقارباً

مقامَ غرورٍ في الأنام بمنصبِ

أُسالم في سلمٍ سلامَ موادعٍ

عدواً ليبديني التحية مغضبي

أُكفكف لوعاتٍ بغصةِ حائرٍ

وأبدي مسراتٍ بليل تهربِ

شربت كؤوساً من صبيبِ مدامعٍ

و تجريحِ آهاتٍ وجرحِ مصائبِ

أعيش بفكر ٍ كالوحيدِ بمعزلٍ

بصومعة الأفكار عيشةَ راهبِ

أُفتش في ذاتٍ ذواتِ تبرمِ

ونفسٍ بلا مرسىٍ بموجِ تذبذبِ

أغوص بها بحرَ الزمانِ بخاطرٍ

جريئٍ بإقدامٍ وبأسِ مجربِ

جهيدٌ بلا جهدٍ أٌقاومُ رغبةً

تغوصُ بإعماقٍ تفتُ بمنكبي

أناغمُ أفكاراً وأرفضُ بعضها

وأقبلُ أخرى في لباسِ تجلببِ

رهينٌ بآمالٍ أعيش مقيداً

فشتانَ ما بيني وبين تجاربي