المرشد العام للإخوان: لا جدوى من مقاطعة الانتخابات المصرية دون إجماع القوى السياسية
أكد الدكتور محمد بديع المرشد العام لـ جماعة "الإخوان المسلمين أمس " السبت 21/8/2010، أن قرار الجماعة مقاطعة الانتخابات البرلمانية القادمة مرهون بإجماع كافة القوى السياسية على هذا، مشدداً على أنه لا جدوى من المقاطعة دون الإجماع على ذلك، رغم الخلاف الذي بات وظهر واضحاً بين تلك القوى علي فكرة المشاركة أو المقاطعة.
وقال بديع إنه في ظل الانتخابات النيابية المقررة في غضون الشهور المقبلة، ومن بعدها الانتخابات الرئاسية في العام القادم، فإن كافة قوى الأمة السياسية والأهلية مطالبة بتفعيل المشروع الإصلاحي، والتنسيق في المواقف، لإجبار النظام الحاكم على التجاوب مع مطالب الإصلاح والتغيير.
ودعا مرشد الإخوان المسلمين في رسالته الأسبوعية إلى إطلاق المعتقلين السياسيين، وتدعيم الديمقراطية، والقبول بتحقيق ضمانات نزاهة العملية الانتخابية، وإلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات، وتعديل المواد الدستورية المعيبة لفتح باب الترشح، وإعطاء الشعب وحده حق اختيار وتحديد من يقوده للمستقبل.
وشدد على أهمية تحقيق الإصلاح، محذراً من أن "الهلاك قادم لا محالة"، ما لم نحمل قضية الإصلاح كلُّنا، أفراداً وجماعات، كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء"، داعياً المصريين إلى ضرورة المشاركة في الشأن العام ومؤسسات المجتمع المدني، كأحد أهم ركائز الإصلاح، مؤكداً أن المسئولية في هذا الإطار تقع على عاتق الأحزاب والهيئات السياسية والنخب الفكرية والثقافية والتربوية وجماعات العمل العام .
واعتبر أن رمضان فرصة للتذكير بالمشروع الإصلاحي الشامل، الذي أكد أن الأمة في أمس الحاجة الآن إليه في كل مؤسسات المجتمع ومناحي الحياة، بعد أن استطاع المفسدون في الأرض من خلال الزواج غير الشرعي بين السلطة والثروة أن يشيعوا في الأمة اليأس والفوضى والرشوة والوساطة والمحسوبية، وأن يقزموا دور الأمة عالميا، ويهدروا كل مقومات النجاح والنمو لصالح مكاسبهم الشخصية والعائلية الضيقة.
وأضاف: لا نجاح لمشروع الإصلاح الذي يريد نقل الأمة إلى مصاف الأمم المتقدمة إلا حينما يدرك كل إنسان أن عليه دوراً وأن عليه واجباً، وأن من الضروري إشعار المفسدين برفض فسادهم، والمواجهة العامة لكل ظواهر الفساد والانحلال في المجتمع.
وأشار إلى أنه من هذا المنطلق كان اجتماع "الإخوان" مع قوى المجتمع الحية من الأحزاب والهيئات الوطنية والجمعية الوطنية للتغيير على مطالب الإصلاح السبعة المتفق عليها، ودعوة جماهير الأمة إلى التفاعل معها والمشاركة الجادة في التوقيع عليها، كمقدمة للإصلاح السياسي في مصر، ومن ثم كمدخل لعملية الإصلاح الشامل التي تتوق إليها جماهير الأمة.
وأوضح أن الجماعة ستبقى حريصة على التواصل مع كافة قوى المجتمع، وعلى إنجاح كل الجهود الرامية لتوحيد صفوف القوى الوطنية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، وهم يعلمون تمام العلم أن طريق الإصلاح الحقيقي طويل يحتاج إلى صبر وتضحيات.
وناشد بديع كل قابع خلف أسوار الظلم الذين يدفعون من أعمارهم وأموالهم وصحتهم ضريبة السير بمشروع الإصلاح والتغيير "بالصبر"، مؤكداً أن ليل الظلم قد آذن بزوال.
التعليقات (0)