إجتمعت الفرقة الموسيقية كل يلبس ما أعجبه دون أى تنسيق بل ويحمل آلته التي اختارها ثم أخذ كل مكانه الذي اختاره في أي ركن من المسرح ...لم تصدر أى إشارة بالبدء في العزف ولكن البعض بدأ بما يحبه من المقطوعات الموسيقية التي يفضل عزفها ...المستمعون أيضا لم يكن لهم اهتمام بما سوف يعزفه هؤلاء العازفين
كان المشهد غريبا جدا فالفوضى تسود المكان والآذان تكاد تصم من فرط النشاز والمستمعون يتصايحون ويرقص بعضهم على أنغام هذا المزيج من الصراخ والإزعاج ...البعض يضحك لما يستمع حتى يستلقي على قفاه... والآخرون يبكون تظاهرا باستشعار الشجن!!
الفرقة قد تقاضت أجر الحفل المهيب قبل أن يبدأ ولذلك فأعضاؤها لا يهمهم أن يقدموا شيئا ذا قيمة فليعزف كل منهم ما بدا له
تعالت أصوات تصرخ بالألم من هذا المنظر السيئ للفرقة واستهزاء بملابس الجمهور وسوء التنظيم ولكن الفرقة لم تتوقف عن العزف غير المنظم والذي يشعر المستمع بأنه في سوق للخضار أو شارع من شوارع مصر العامرة
كانت آلة الأورج بإمكانياتها تتصدر الأصوات وتختار من بين ما يصدر عنها أصوات آلات التنبيه للشاحنات الكبيرة وتخلطها مع أصوات الأكورديون لتصنع ستيريو من صرخات القتلى في الحرب يتخللها ضحكات هستيرية لأشخاص فقدوا توازنهم بتأثير المخدرات
آلة الكمان توارت حيث أنها لا تستطيع مجاراة ألات النفخ أو الأورج بينما تعالت ضربات الطبول الكبيرة الجوفاء
في أثناء المقطوعة الموسيقية الغريبة المزعجة قام أحد العازفين ليحاول ضبط الإيقاع ويوحد الآلات لتعزف لحنا معروفا للشيخ سيد درويش في حب مصر
لم يعجب هذا التصرف بعضا من المستمعين حيث أنهم اعتادوا على هذه الفوضى وأحبوها فقام أحد الأقوياء على الفور برشق هذا العازف بالكرسي فأرداه طريحا ينزف دما ثم اشتعل المسرح كله بالقتال وتكسير الكهارب .... بلم بلم بلم
إنتشرت الأشلاء وسالت الدماء ...ثم ساد بعد ذلك السكون ....بعد إخلاء القتلى والجرحى والمصابين
وإنتهى الحفل
التعليقات (0)