بدعة ما أنزل الله بها من سٌلطان
المجتمع السعودي يتعايش مع البدع وكأنها مٌسلمات لا تقبل التغيير أو النقاش الهادف الهادي , تلك البدع لا تٌعد ولا تٌحصى يتعايش معها المجتمع ويورثها للأجيال , ولو أردنا احصاءها لجف القلم لكننا سنضع اليد على إحدى أهم بدعة يعيشها المجتمع ويقدس كلٌ من يدافع عنها ويتهم بالتغريب و الانحراف كل من يقف ضدها ؟
البدعة هي كل أمر مٌحدث في الدين بمعنى الاتيان بفكرة أو ممارسة واسقاطها على الدين هذا ما أجمع عليه العلماء قديماً وحديثاً , الاجتهاد الفردي والتحليل والشرح الفردي لمسألة أو نص شرعي يٌفضي وبلا شك لتصورات خاطئة ويقود إلى وجود ممارسات أو مفاهيم بعيدة كل البعد عن سماحة الإسلام التي يبحث عنها البعض ولا يجدها في محيطه الذي يعيش فيه , من تلك الممارسات والمفاهيم قضية إغلاق المحلات والأسواق وقت الصلاة فالمجتمع السعودي أعتاد على ذلك منذ عقود وأصبح يٌقدس تلك العادة التي ليست من الشرع ولا من الإسلام في شيء فهي ممارسة سلوكية ناجمة عن اجتهاد فردي أصبح فيما بعد محل إجماع من فقهاء ووعاظ ودعاة المجتمع , الأمر الإلاهي الوحيد أقتصر على صلاة الجمعة بنص الآية القرآنية "يا أيها الذين أمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع الآية" فهذه الآية نهت عن البيع وقت صلاة الجمعة فقط لكن هناك من جعلها آية مناسبة لكل حالة زمانية وصلاة مفروضة بغض النظر عن النص الواضح الذي لا يقبل التأويل والتحليل , تعطيل مصالح الناس وإكراه الأفراد على أداء الصلاة بات أمراً يدعو للدهشة خصوصاً في ظل حالة الوعي والتنوير التي يعيشها المجتمع وفي ظل تفشي ظاهرة البحث عن الرأي الفقهي المعتدل خارج أسوار المدرسة الفقهية المحلية التي لم تعد قادرة على استيعاب متغيرات الزمان والتفاعل معها , إقامة ركن من أركان الإسلام لا يكون باستحداث بدعة ولا يكون بإكراه الأفراد بل يكون بالرغبة وحث الأفراد بالتي هي أحسن وأقوم , ما يحدث هو إكراه وتعطيل للمصالح وتقديس بدعة ما أنزل الله بها من سٌلطان , كل ذلك يجب الا يستمر فالإكراه على الطاعة لا يصنع الإنسان المؤمن وهذه حقيقة لا تقبل الشك والتأويل, من يقف مؤيداً لإغلاق المحلات بأوقات الصلاة لا يٌدرك أن ذلك الفعل فيه تعطيل لمصالح الناس وهذا أمرٌ محرم في الشريعة السمحة التي أتت لحفظ مصالح الناس في كل زمانٍ ومكان .
ما يجب أن يفهمه من يقدس تلك البدعة هو أن الصلاة عبارة عن تواصل بين الفرد وربه ولا تخضع الا لسلطان الرغبة لا سٌلطان الإكراه والاجبار وتعطيل المصالح التي باتت في أمس الحاجة لوعي يدافع عنها ويحميها من التسلط الغير مٌبرر فيكفي تعطيلاً للمصالح وتقديساً لبدعة ما أنزل الله بها من سٌلطان .
التعليقات (0)