يبدو ان حزب المؤتمر اللاوطني قد ايقن تماما بان انفجار ثورة الجياع قادم لا محالة بل قد بدا في الغليان و العد التنازلي قد بدا مؤشره في الهبوط ولم يتبقى الا قليلا ليدوي الانفجار الرهيب فقرر القضاء على ما تبقى من شعب السودان الفضل
سرابيل
محمد حسن العمدة
mohdalumda@gmail.com
في 21 يونيو 2011
طالعتنا صحف الخرطوم والتي لم يعد فيها ما يسر ويبشر المواطن المسكين الذي كشرت له الانقاذ عن المزيد من الانياب الحادة التي ظلت تمتصه مصا طوال اثنان وعشرون عاما حتى لم يتبقى من جسده شيئا , بخبر مفاده الغاء العلاج المجاني في مستشفيات الخرطوم طبعا هذا الخبر اكثر من عادي وجدا لانه لم يحمل جديداً و لم يكن هنالك علاجاً ابدا مجانيا في كل مستشفيات السودان حتى في الطواري فعليك ان تدفع رسوما ولو من اجل ( يومية ) الطبيب العامل !! ففي عهد ( الانقاذ ) اصبح الطبيب السوداني يتلقى اجر يومية مثله مثل أي عامل يومية في مشروع بناء او حصاد مشروع !! لكن الجديد في الخبر هو ان الدولة لن تقدم العلاج الاقتصادي الا لفئة محدودة جدا من اجمالي سكان ولاية الخرطوم البالغ عددهم ستة ملايين نسمة هذه الفئة هي التي يشملها نظام التامين الصحي ولحاملي البطاقة ( ام ) خمسة وعشرين جنيه بالجديد , والجديد ايضا ان نسبة الذين يتمتعون بهذه الخدمة الاقتصادية للعلاج تحت مظلة التامين ( 29 % ) فقط من سكان ( العاصمة الخرطوم ) أي ( 1.740.000 ) مليون وسبعمائة واربعون الف نسمة فقط من اجمالي ستة ملايين يعتبرون في دول اخرى بمثابة العدد الكلي للسكان فليبيا مثلا لا يزيد عدد سكانها عن ستة ملايين معظمهم من الاجانب المقيمين الكويت يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين أي نصف عدد سكان الخرطوم العاصمة , واذا ما حاولنا ان نقارن بين العدد الغير مشمول بالتامين الصحي في ولاية الخرطوم ( 4.260.000 ) نسمة أي ان ما يساوي اجمالي سكان دولتي البحرين والكويت خارج تغطية التامين الصحي وبالتالي كل سكان الدولتين خارج العلاج الاقتصادي لولاية الخرطوم !!
الاسؤا من ذلك ان التامين الصحي لا يشمل الا العاملين في مؤسسات القطاع الخاص المقتدرة وصاحبة الامكانيات الضخمة مثل البنوك و شركات الاتصالات والبترول والاخيرة ستصبح في خبر كان قريبا , اضافة الى بعض المؤسسات الحكومية, وهذه نفسها فان للمستشفيات الخاصة راي اخر فالكثير من المؤسسات الحكومية في القائمة السوداء بحجة انها لا تدفع ما عليها رغم ان المبلغ يتم خصمه من رواتب العاملين بانتظام ادق من الساعة !! الغالبية العظمى من سكان ولاية الخرطوم من الشرائح الفقيرة جدا وتحت خط الفقر والغالبية منهم يعملون في المهن الهامشية والعمالة اليومية بل ان الكثير منهم في معسكرات النازحين والاحياء الفقيرة والتي لا يوجد بها خدمات حياة مثل الماء والكهرباء والتعليم والبيئة الصحية ناهيك عن الخدمات العلاجية فهذه لن يحلموا بها طالما ظلت ( الانقاذ ) موجودة وطالما ظل مصاصي دماءها من النفعية والارزقية يقتاتون علي امتصاص دماء ابناء شعبنا .
طيب اذا كان الخرطوم العاصمة هذا وضعها الصحي فكيف ببقية انحاء السودان ولن نذهب بعيدا بل قريبا جدا من المركز , فمستشفيات رفاعة مثلا لن اتحدث عن التامين الصحي فهذه مرحلة متقدمة جدا , لان المستشفى سوا اكنت من حملة البطاقات الصحية الاقتصادية او السياحية او حتى القصر الرئاسي فانت ليس في مقدورك العلاج نهائيا فبالامس القريب توفي عدد من الاطفال بسبب عدم وجود اكسجين !! تخيل عزيزي القاري ان عدم وجود اكسجين في مستشفى حكومي سبب كافي ومقنع جدا لحكومتنا الرشيدة حيث لا تحقيق لا مساءلة لا أي شي سوا خذوا اطفالكم للدفن وربنا ياجركم في مصيتكم !!!!!! الكثير من النساء يومتن يوميا بسبب التتنس والتسمم في غرف الولاية باكبر مستشفيات العواصم الولائية مدني وعطبرة وكوستي نموزجا ,
الباوقة شمالا حيث لا يعرف سكانها معنى التامين الصحي ولا يفكرون فيه لانه لا توجد مستشفى اصلا فما ورثته الانقاذ عملت على هدمه تماما تخيلوا مستشفى لا توجد فيها نقالة لحمل المرضى ولا توجد بها ثلاجة لحفظ الادوية ولا يوجد بها سرير طبي واحد !! عزيزي القاري مستشفى بدون طواري بدون أي شي !!وعلى ذلك قس الكثير من المستشفيات بالمدن والقرى السودانية الاخرى ..
اجمالي الذين تم شملهم تحت ( مظلة ) التامين الصحي في كل السودان لا يتجاوز العشرة ملايين حسب احصائيات ( الحيكومة ) وحسب الموقع الرسمي للصندوق القومي للتامين الصحي العشرة منهم المليون وسبعمائة واربعين الفي الخرطوم !! يعني الـ ( 8.260.000 ) الباقين لكل السودان ؟!! بمعنى ان الغالبية العظمى من شعب السودان مرشحة للموت مرضا وفقرا ثلاثون مليون نسمة حسب اخر احصاء سكاني مهددون بالابادة الجماعية وهذه هي الانقاذ التي تدعي انها جاءت لانقاذ شعب السودان فهل من شعب ينقذ نفسه من ( الانقاذ ) ؟؟
التعليقات (0)