مواضيع اليوم

بحيرة ناصر .. استثمار للمستقبل

محمد بلغازي

2011-10-08 17:52:52

0

 نجا محافظ أسوان من الإقالة، بعد نجاح الدكتور عصام شرف رئيس وزراء حكومة الفترة الانتقالية في امتصاص غضب النوبيين، وإعلانه إعادة توطين النوبيين حول ضفاف بحيرة ناصر وإنشاء هيئة تنموية عليا تابعة لمجلس الوزراء لتنمية مناطق ضفاف بحيرة ناصر وجنوب السد العالي وقرى النوبة القديمة، وذلك في اجتماعه مع مجموعة من النوبيين، وأدت النتيجة التي خرج بها الاجتماع إلى فض اعتصام النوبيين في حديقة درة النيل أمام مبنى محافظة أسوان، وما حدث فيه من اندلاع الغضب لدى النوبيين عندما طلب منهم موظفون في مجلس المدينة والشرطة العسكرية رفع الخيمة التي نصبوها في الحديقة، وأشعل بعض الشباب النار في جزء من مبنى المحافظة وحطموا بعض نوافذه.

من حق النوبيين المطالبة بالعودة إلى أرض الأجداد، وكانوا قد تركوها عندما اضطرت الدولة في بداية الستينيات من القرن الماضي إلى تهجير 17696 أسرة نوبية، بسبب بناء السد العالي، وعرضت الدولة على النوبيين الاختيار بين البقاء على ضفاف البحيرة، ولكن فوق منسوب 182 مترا من البحيرة، أو الانتقال إلى أرض مركز نصر النوبة شرق كوم أمبو، واختار النوبيون الحل الثاني، وربما كان تفضيل هذا الاختيار بسبب الموقع القريب من مركزي كوم أمبو ودراو، وشعر النوبيون مع مرور السنوات أن موقع نصر النوبة لا يناسبهم، وانتابهم حنين إلى أرض النوبة القديمة، لأن الأرض الجديدة التي عاشوا فيها بعد بناء السد العالي لا تحمل من ماضيهم سوى أسماء القرى القديمة، ولم تفلح المساكن الحديثة في إبعاد هذا الحنين، لأن هذه الأراضي تقع في الصحراء، في حين أن النوبي يرتبط بالنيل والطبيعة الخضراء. جرت محاولات لتعويض النوبيين عن الظلم الذي وقع عليهم، لكن التعويضات لم تكن شاملة، وكانت ضئيلة وغير عادلة، خاصة للنوبيين الذين رحلوا من أسوان إلى المحافظات الأخرى.

قرارات اجتماع "شرف" مع ممثلي النوبة مهمة، وإن دخلت حيز التطبيق فإنها ستكون أحد مفاتيح مستقبل مصر، لأن منطقة ضفاف بحيرة ناصر تمثل أرضا بكرا صالحة للاستثمار، وفي مقدمة ذلك الاستثمار الزراعي، والبحيرة مليئة بالطمي المتراكم عبر السنوات منذ بناء السد العالي، وهذا الطمي يحمل الكثير من العناصر التي افتقدتها التربة المصرية بعد بناء السد، ويمكن نقل الطمي من البحيرة إلى الأراضي المجاورة الصالحة للزراعة، ولن يتكلف الأمر كثيرا ما دامت المسافة قريبة، ويضاف إلى هذا أن طمي البحيرة يحوي كنوزا هائلة تمثل مصدرا مهما للدخل في المستقبل، وهذا ما كشف عنه العالم المصري الدكتور أحمد عبدالجواد رئيس فريق الأبحاث في معهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسس المجموعة الاستشارية الصناعية في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وأشار إليه في حوار أجرته معه الزميلة سامية صادق (مجلة روز اليوسف- 21 مايو 2011) ذكر فيه أن الطمي المتراكم خلف السد العالي وخزان أسوان يحتوي على كميات هائلة من الذهب والبلاتين، ويمكن استخراج طن من الذهب وآخر من البلاتين يوميا، وأوضح أنه أجرى دراسات أكدت أن كثافة الذهب في طمي السد 18 جراما في السنتيمتر المكعب وكثافة البلاتين 22 جراما.

ويضاف إلى ما سبق العديد من المشروعات الصناعية في بيئة نظيفة يجب أن نحافظ عليها، ليكون الاستثمار في هذه المنطقة مدخلا للسوق الأفريقية، وتقوية للعلاقات مع القارة السمراء التي ننتمي إليها.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !