مواضيع اليوم

بحري العرفاوي-في المواطنة والحاشية

مراد رقيّة

2010-08-01 13:44:49

0


في المواطنة و "الحاشية"

بقلم: بحري العرفاوي


هل الوطن مجرّد عنوان أو جنسية ؟ هل الوطن مجرّد جغرافيا ؟ أو إيديولوجيا ونظام سياسي واقتصادي؟ كيف نؤكد حبنا للوطن ومدى استعدادنا للدفاع عنه؟.
تلك أسئلة تترتب عن أجوبتها ممارسات ومواقف .
إن "المواطنة" ليست مجرد انتماء جغرافي ولا وثائق ثبوت " هويّة" ولا حتى تمتعا بمقتضيات عيش تلك "كينونة " غير واعية يشترك فيها الأفراد مع بقية الكائنات المحوطة بظرف زمكاني. المواطنة وعي عميق بالانتماء وبالاشتراك مع الآخرين في الحقوق والواجبات وتحرر من كل عقد الأفضلية أو الدونية قبالة شركائنا في الوطن بما هو جغرافيا وتاريخ وحضارة وثروات ومستقبل وأجيالٌ .
الذين " يصرخون " بحب الوطن إرضاء لسلطة أو استجلابا لمصالح وامتيازات شخصية ليس يعنيهم من الوطن سوى ما يجنون لأنفسهم وليس يزعجهم سوى ما قد يفقدون من مصالح يستميتون في الدفاع عنها ويحاربون خصومهم بمختلف الأساليب يتهمونهم بكل التهم الموجبة للتجريد من المواطنة والوطنية !.
على الباحثين في تاريخ النظم السياسية النظر في مدى مسؤولية " الحاشية " في إفساد العلاقة وحجب التواصل بين "الدولة" ومكونات المجتمع من جمعيات ومنظمات وأحزاب وعليهم قبل ذلك النظرُ في امتدادات " الحاشية " إن كانت متسربة في النسيج المجتمعي خلاف ما يُعتقد من كون " الحاشية" هي نفرٌ محدود من المقربين إلى مراكز التدبير ؟.
إن " الحاشية" المعاصرة تحولت إلى جهاز مفهومي تحكمه نوازع ملتهبة وقودُها النفعية المتوحشة تجيش أصحابها يلهجون رياء وولاء .. وعداء! حاشية النزعة "الولائمية" يهتفون من صوب " حبا للوطن "! وهم أعجز من أن يصفوه أو يصفوا حبا لا يوجد في الغريزة والحسابات البنكية!.
" حاشية" مبثوثة في كل المفاصل وكامل التفاصيل مُجاهرة أو متخفية ، من العامة أو من النخبة ، " حاشية " في النثر وفي الشعر وفي الخطب الدينية وفي بيانات ماضغي الأحلام لا يُقدمون شيئا و... يُؤخرون.
"حاشية" تهش بعصا وتضرب على المفاصل وفوق الأعناق وتكيد كيدا وتنصب الفخاخ المهلكة في سبيل... الوطن!
يحرص "الحاشيون" أولائك على ألا يُشاركهم أحد في المواطنة يضيق عليهم مساحة الحب ويشوش عليهم " الخلوة " الوطنية! أو يفسد عليهم خشوعهم وهم "راكعون" يتمنون ألا يقوم أحدٌ وألا يطلع نهارٌ يكشف عورة الزائفين.
الزائفون لا يحتاجون من يكشفهم ... يكشفهم زيفهم وبردُ أعصابهم واهتياج غرائزهم وعصبياتهم المختلفة ينفخون في مواقد الرماد ويقذفون بكل مُبيد ثم... يبتسمون تحية للوطن!
التاريخ هو الشاهد الوحيد الذي لا يكذب قطّ.... والوطن يجد أولاده وبناته في رائحة حليبه يسمعهم ويُصدقهم حين ينطقون.

(المصدر: صحيفة " الوطن" لسان حال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي (أسبوعية- تونس) العدد 148 بتاريخ 30 جويلية 2010)




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !