المعارضة تدعو الى التظاهر إحياء للذكرى الثلاثين لمجزرة حماة
بحث احتمالات خروج الأسد إلى المنفى.. و3 دول عرضت استقباله
صور لقتلى أحداث حماة عام 1982 عرضت في بيروت لمناسبة قرب الذكرى الثلاثين (ا ف ب)واشنطن ، نيقوسيا - رويترز، أ. ف. ب
قال مسؤولون غربيون ان الولايات المتحدة وحكومات أوروبية ودولا عربية بدأوا بحث فكرة خروج الرئيس السوري بشار الاسد الى المنفى رغم التشكك في استعداده لدراسة هذا العرض.
وقال أحد المسؤولين الاربعاء انه على الرغم من ان المحادثات لم تتقدم كثيرا ولا يوجد شعور بأن سقوط الاسد وشيك عرضت ثلاث دول استضافته كوسيلة لانهاء الأزمة السورية الدامية المستمرة منذ عشرة اشهر.
وقال مصدران انه لم تبد أي دولة اوروبية استعدادها لتوفير ملاذ للأسد، لكن مسؤولا قال ان دولة الامارات العربية المتحدة قد تكون من بين الدول المتقبلة للفكرة.
وظهر الحديث عن فكرة المنفى بعد تعاظم الضغوط الدولية على الرئيس السوري والمواجهة الدبلوماسية الجارية في الامم المتحدة بشأن قرار لجامعة الدول العربية يطالبه بنقل سلطاته. ورد الاسد على ذلك بتصعيد هجومه على معاقل المعارضة.
ورغم تأكيد البيت الابيض الامريكي طوال اسابيع ان ايام الاسد معدودة لم يتضح ما اذا كان هذا الحديث عن المنفى هو محاولة لاقناع الرئيس السوري وعائلته بانتهاز فرصة الخروج الآمن بدلا من ان يغامر بالتعرض لمصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الذي لاحقته قوات المعارضة وقتلته العام الماضي.
لكن مع اظهار الاسد سيطرته على أجهزة الأمن القوية ومع تشرذم المعارضة السورية على الصعيد العسكري يمكن ان يكون هذا من قبيل تصعيد الضغط النفسي واحداث انقسامات داخل دائرة الاسد المقربة.
وقال المسؤولون الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم انه لا الولايات المتحدة ولا الاتحاد الاوروبي قادا الفكرة التي طرحتها دول عربية كوسيلة لانهاء العنف في سوريا.
وقال مسؤول رفيع في ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما "فهمنا ان بعض الدول عرضت استضافته اذا اختار مغادرة سوريا" ولم يحدد اسماء هذه الدول.
وقبل ان يكون هذا ممكننا يجب أولا حسم قضية اعطاء الاسد نوعا من الحصانة وهو شيء سترفضه المعارضة السورية والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان.
وقال المسؤول الامريكي الكبير "هناك قضايا مهمة متعلقة بالمسؤولية عن الانتهاكات المروعة التي ارتكبت بحق الشعب السوري."
وأضاف "في نهاية المطاف سيناقش الشعب السوري هذه القضايا بالتنسيق مع شركاء اقليميين ودوليين. هذا متعلق بما يحتاجه السوريون لانهاء هذه الازمة وبدء عملية اعادة بناء بلادهم."
وعلى الرغم من ان المسؤولين الامريكيين يرون ان فكرة المنفى تستحق الدراسة عبر مسؤول اوروبي عن تشككه في نجاح الفكرة قائلا ان الاسد لم يبد اي مؤشرات على امكانية قبوله لفكرة الخروج الامن.
وقال بروس ريدل المحلل السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية ان الدول العربية تحاول فيما يبدو التوصل الى حل في سوريا على غرار ما حدث في اليمن.
وفي الامم المتحدة أعلنت روسيا الأربعاء أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار بشأن سوريا ترى أنه غير مقبول بعد أن طالبت باتخاذ أي إجراء يكون من شأنه استبعاد التدخل العسكري.
وأسفرت أعمال العنف في سوريا عن مقتل خمسة آلاف شخص على الأقل في الأشهر العشرة الماضية ويقول نشطاء إن قوات الرئيس السوري كثفت العمليات هذا الأسبوع ضد معاقل المعارضة في ريف دمشق ومدينتي حماة وحمص ومحافظتي درعا وإدلب الحدوديتين.
ميدانيا افاد ناشطون ان قوات عسكرية اقتحمت امس مدينة في ريف مدينة درعا، مهد الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار/مارس.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان "اقتحمت دبابات وناقلات جند مدرعة بلدة الجيزة (ريف درعا) وبدأت باطلاق نار من رشاشاتها الثقيلة باتجاه المنازل".
واشار المرصد الى ان "القوات السورية احرقت عشرات الدراجات النارية".
من جهتها، اكدت لجان التنسيق المحلية التي تشرف ميدانيا على الحركة وقوع "العديد من الجرحى في سقوط قذائف على بلدة الجيزة أثناء اقتحامها صباح الخميس" دون ان تذكر عددهم.
واضافت "ان مدرعات للجيش انتشرت داخل البلدة، حيث كان هناك محاولة اقتحام البلدة من أربعة محاور واطلاق نار من مضادات طيران وسط قطع للكهرباء والاتصالات واشتباكات عنيفة مع الجيش الحر الذي يدافع عن البلدة".
ولفتت الى "سماع أصوات إطلاق نار في شمال الجيزة وانتشار قوات الأمن في مساكن صيدا" مؤكدة "وصول تعزيزات أمنية إلى حاجزي الجيزة والمسيفرة".
كما اكد المرصد ان "منازل بلدة المسيفرة تتعرض لاطلاق من رشاشات ثقيلة".
ولفت المرصد الى "نقل المعتقلين في جاسم الى قبو المشفى الوطني حيث يتعرضون للتعذيب".
وفي شمال غرب البلاد، اشار المرصد الى "انشقاق عشرة جنود على حاجز قرب سراقب واشتبكوا مع قوات عسكرية واعطبوا ناقلة جند مدرعة قبل ان يفروا الى مكان مجهول".
الى ذلك، دعت المعارضة السورية الى التظاهر في اليومين المقبلين في سائر انحاء البلاد احياء للذكرى السنوية الثلاثين لمجزرة حماة (وسط) التي ارتكبها النظام السوري عام 1982 وأدت الى سقوط عشرات الاف القتلى.
وكثفت القوات السورية عملياتها في الايام الاخيرة مستفيدة من الدعم الروسي واستمرار الانقسامات في مجلس الأمن الدولي بشأن قرار ضد النظام السوري.
منقول //جريدة الرياض ..
سعود عايد الرويلي ..
التعليقات (0)