واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) --
قالت دراسة سلوكية جديدة إن آراء الناس السياسية والدينية وتصرفاتهم الجنسية قد تدل على مستويات ذكائهم، فالاكتفاء بامرأة واحدة في الحياة أو اتباع مبادئ فلسفية وسياسية معينة قد يحدد مدة تطور القدرات الدماغية للمرء.
وقالت خبيرة علم التطور النفسي، ساتوشي كانازاوا، العاملة في كلية لندن للعلوم السياسية والاقتصادية، إنها جمعت بيانات اختبارات الذكاء لعدد كبير من الأمريكيين، واكتشفت أن الملحدين، أو الذين يميلون إلى اعتناق الأفكار الليبرالية على المستوى السياسي، يتمتعون بمستويات ذكاء أعلى من سواهم.
وذكرت الخبيرة التي ستنشر دراستها في العدد المقبل من مجلة "علم النفس الاجتماعي" الفصلية، أن الفارق في الذكاء بين أفراد هذه المجموعة وسواهم "كبير" ولكنه غير "مدهش" بحيث يتراوح بين ست نقاط و11 نقطة، وهو أمر يجب ألا يرتب اعتناق أفكار مسبقة حول الناس بحسب مواقفه الدينية والسياسية.
واعتبرت كانازاوا، في حديث لـCNN، أن الذين يعتنقون هذه الأفكار السياسية والجنسية والدينية يخالفون الاتجاه العام للبشرية التي تميل إلى المحافظة والتدين، وبالتالي فهم يمثلون طفرة في مستوى الذكاء باعتبار أنهم يخالفون ما درجت عليه الأجيال الماضية من معتقدات.
كما لفتت إلى أن الأذكياء يميلون بطبعهم إلى التعرف على أفكار الفلاسفة والعلماء واعتناق ما يناسبهم منها للظهور بمظهر نخبوي، وهم بذلك يبعثون برسالة إلى سائر أفراد المجتمع تفيد بأنهم يتمتعون بمستويات فكرية راقية.
أما بالنسبة لاختيار العيش مع امرأة واحدة، فرأت الأخصائية في علم التطور النفسي أن ذلك المفهوم يناقض أيضاً ما درجت عليه البشرية، لأن الرجال عبر التاريخ كان بحاجة لأكثر من امرأة في حياتهم، مدفوعين بهاجس نشر جيناتهم وزيادة النسل، أما التقدم الاجتماعي فهو يفترض إمكانية اكتفاء الرجل بأنثى واحدة.
واستبعدت كانازاوا أن تسود هذه الطفرة في الذكاء وما يتبعها من أفكار متحررة على البشرية خلال العقود المقبلة، وذلك لسبب واضح، يتمثل في ميل الأذكياء إلى عدم الإنجاب أو الاكتفاء بولد واحد.
يذكر أن البحث اعتمد على إحصائيات جرت خلال الفترة التي تتراوح بين عامي 1994 و2002 في الولايات المتحدة، وتم خلالها متابعة عدد كبير من التلاميذ خلال مختلف مراحلهم العلمية.
وقد حقق أصحاب الأفكار الليبرالية والإلحادية مستويات ذكاء تتراوح ما بين 103 و106 نقاط، مقارنة بـ95 إلى 97 نقطة لدى نظرائهم من أصحاب الأفكار التقليدية.
التعليقات (0)