مواضيع اليوم

بجم جيس البخصم؟

بجم جيس البخصم؟

بهذا السؤال البسيط، يمكن الكشف عن الثقافة الباطنية لمجتمع، ليست هذه مزحة، وليس فيها إصدار أحكام مبالغة. مساء الثلثاء 24 من نوفمبر/تشرين الثاني 2009، وبعد يوم طويل طويل طويل، أرسلت لحاجة في نفسي لا في نفس يعقوب رسالة نصية "SMS"على الهاتف المحمول لما لا يقل عن 30 شخص من عدة ألوان، يحوي ‘المسج‘ على استفسار عن سعر الكيس الواحد لخبز البقصمات (الكماج/ البقصم )على مذهب لهجة آخرون ‘بجم جيس البخصم؟‘، هنا ينتهي ‘المسج‘، لتبدأ سلسلة ردود الأفعال المحلية.

 

وفي الوقت الذي أثار سؤال هكذا استفزاز أربعة من أصل 30 للاتصال استفسارا متوجسا عن ‘ويش صاير!‘، أكتفت البقية بالرد المثيل ‘مسج بمسج‘، و ‘طنش‘ آخرون. وفي الرد المثيل، كانت تأويلات عدة للسؤال، أقتربت بعضها من التحليل المعقول للسؤال، إلى خارج خارج النص، إلى التأويل المشاعري للسؤال! وحتى في ‘تطنيش‘ المسج عكس لثقافة!

 

حسناً، لنبدأ بكبش فداء ‘لغة الياسمين‘ ، الكاتب الصحافي المتألق قاسم حسين، والذي أرسل ‘مسجاً‘، قال فيه ‘ما فهمت، ترى أنا مو ذكي‘، فترسل له ‘لغة الياسمين‘، ‘برجوازي‘، _بإعتبار أن البرجوازيين لا يعرفون أسعار البخصم_، يرد حسين ‘بعد برجوازي؟ الله يسامحك‘، وحين لم أرد عليه بمسج أخر، أتصل، لكني لم أرد عليه!!

 

أما الشقيق الوفاقي بأمتياز علي الشهابي، فقد أشار في ‘مسجه‘ الذي كان أول ردود الأفعال، إلى أن سعر البخصم ‘بنفس سعر الروتي‘، هل يعقل يا علي هذا !!! السعر قد يكون فلاف ربيات ونص وأربع آنات، فهل كيف يكون سعر الروتي ‘هالقد‘!.

 

لكن الزميل المصمم ‘الوقتي‘ المبدع محمد ناصر، فقد قدم لي في ‘مسجه‘ نصيحة، مفادها بأن ‘البخصم غالي أخذي روب أرخص. حسناً يا شقيقي ‘الروب هو الحل‘_على غرار البرلمان هو الحل_.

 

وتفاجأنا برد الرفيقة نور حسين من جمعية الشبيبة فقد أبدت استعدادها لـ ‘ممكن أفيدش في التكه‘، وتابعت ‘ما عندي خبره في البخصم‘. لغة الياسمين: ‘التكه للطبقة البرجوازية رفيقة، بدي شي مناسب للحفاة‘، نور: باجه يا عيوني/وللسان الخروف وخدوده طعم أخر‘، بالله عليكِ طيب وروح جيفارا، ‘باجه يا نور باجه‘!!!

وفي إجابات نور، محاولات مساعدة.

 

وجأت إجابة الرفيق المحرقي بأمتياز عيسى الحمادي سريعة مختصرة، ‘I do not know‘، فلن يفتي الحمادي خريج الجامعة البريطانية فيما لا يعلم، لو أن 10 أمثالك يا أيها الحمادي في البلد لكانت بخير.

 

شارع البديع ... ثقافة البعيد/القريب

وفي المقابل، لم تتوان الطالبة الجامعية الصديقة الجميلة ندى الصفار، عن التأكيد على أن ‘بمخبز المنار وش حلاوته راقي بخمس ربيات‘، وذيلت الصفار مسجها بضحة جميلة. الصفار ذات الأصول الجدحفصية، تؤمن في اللاوعي بثقافة ‘البعيد‘/ ‘القريب‘، المنتشرة في أوساط شارع البديع والمناطق المجاورة لها، فالمحل الأقرب، هو الأفضل هو الإطلاق، و به _ المحل الأقرب_ تتشكل الصور النمطية لمحلات شراء كل صنف، الحلي ورويان وأسواق الساتر إنموذجاً.

 

المدرس الشقيق ماجد المقابي، قال ‘رخيص وقوي، وينصح به في الشتا‘، وعاد بعد حين، ليرسل ‘مسجاً‘ يفيد ‘بافنعشرانه عفر، وأذخوا وياه نعناع وفوطن للجاي‘. المقابي يحب القشمرة وخدوم أيضا.

 

الرفيق الرائع إبراهيم البنكي أجاب بكل جديه ‘ 300 to 400 fils maximum‘، لكن هذه الإجابة لن تسقط الاستفسارات التعجبية التي أتيقن أنا بأنها رسمها، لماذا تسأل رباب عن سعر البخصم.

 

وحين تعلق الأمر بالصحافي الزميل بأخبار الخليج محمود النشيط، فقد كان ‘حددي أولاً من أي مخبز تبين!‘، نحن معشر الصحافيين نهتم بالتفاصيل، والشيطان يكمن في التفاصيل :)

وحين أخبرته ‘من مخابز الحفاة‘، تبرع بهدية لي ‘بخصم‘،ههههههههه تجارة رابحة صارت يا جماعة!. في ثقافة الدول العربية، فأن السؤال عن الشيء، يعني الرغبة فيه، فأنت حين تسأل أحدهم، كم سعر ما ترتدي من بلوزه، يبادرك المسؤل: ‘ما تغلى عليك‘.

 

ويبدو أن المدونة الحليفة والشقيقة القريبة من القلب شيماء الوطني، ليست على الخط، فقد استفسرت في ردها ‘ what bakhsam ‘، فالبحرين لا تتجازو مساحتها 700 كلم2، بها طوفان من اللهجات! فأهل النعيم يطلقون عليه ‘كماج‘.

 

حين نعت أهالي قرية المالجية، كرزكان بالكوفة، لم يكذبوا ولعن الله الشاك في أهل المالجية، فالشقيق عبدالله ضيف الكرزكاني هددني مازحاً بأن السلف ممنوع، بعد أن أخبرني بأن الثمن آنتين، أن كان الثمن‘ آنتين‘ ، فلم لا تدفعهم عني، ‘بلا سلف، بلا بطيخ‘.

 

وذهب الشاعر عبدالله القرمزي بخيال رده بعيداً، إذ كان ‘بكم كيلو الشوق!‘، وفي ‘مسج أخر، ‘ليلاً أو نهارا؟ في الحل أو في الحرم، للأكل أو لغيره؟ من كبار البخصم أم من صغارها؟ سيغمس في شاي أو في حليب؟ تحبينه لو ما تحبينه؟ اليوم لو بكره؟‘

لا جدران لخيالات الشعراء، ومن سؤال تولد قيامة أروع القصائد.

 

صديقتي _اللي أحبها واجد_ الصحافية المتميزة في القسم الفني ‘الوقتي‘ سكينة الطواش، سألت زوجها عن السعر، والأخير قال ‘ربيتن‘ _200 فلس_، ولم تفوت الطواش في ‘مسجها‘ ، الإستفسار عن سبب السؤال! قل هو الفضول !!!

 

ضحكت كثيراً، حين تلقيت جواب صديقتي المقربة تغريد إبراهيم /كنية الدلع ‘وثوق‘، والذي تقول فيه ‘3 ربيات، حقويش بتوزعينه على ربعش؟!‘ وفي إجابتها أبواب للكناية :).

 

السعر الذي أكده رئيس تحرير مجلة السعادة الاجتماعية وصحاب مكتب السعادة للتزويج عدنان الدرازي، ولم يفوت الدازي في ‘مسجه‘، دعوتي إلى حفلة خطبة ابنته، أرأيتم ، وفي ‘المسج‘ تذكرة لدعوتي.

 

وإلى جانب اتصال قاسم حسين، كان للشقيق حسين الزاكي، وللزميل ‘الوقتي‘ الرائع جواد مطر، والزميل ‘البلادي‘ الشقيق عادل مرزوق ردة فعل شبيهة. وفي الاتصال ثقافة عدم الثقة في الرسائل النصية.

 

أرأيتم، ماذا فعل ‘البخصم‘ بهم!!!!!!!!!!!

 

أخيراً، كل من هؤلاء لا يعلم أنه تحول لمادة للنشر، فأعذروني أيها الأحباء....

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !