مواضيع اليوم

بجفن عينه ألف كتابا

أسامة هوادف

2011-11-17 16:00:06

0

بجفن عينه ألف كتابا


كان (جون دومينيك بوبي) يعيش مع زوجته وابنه البالغ من العمر أحد عشر عامًا وابنته ذات التسع سنوات في إحدى ضواحي باريس وكان يعمل رئيسا لتحرير مجلة إيل وكانت حياته مكبلة بالمطالب والأعباء، ووقته موزع بين الأسرة وأعباء الوظيفة والأسفار والهوايات والرياضات، لذا لم يكن يجد بالكاد وقتا ليلبي كل هذه الاحتياجات.
وفي أحد أيام شهر ديسمبر القاتمة من عام 1995 كان (بوبي) يقود سيارته فوق الطريق السريع المغطى بالثلوج عندما داهمته سكتة دماغية حادة بدون أية مقدمات

غير أنه نجح في إيقاف السيارة وأرسل ابنه لطلب المساعدة، ثم سقط بعدها على المقعد الخلفي، لم يفق من غيبوبته إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع، وقد وجد نفسه كائنا مختلفا تمامًا عما كان عليه، فقد أصابته السكتة بأضرار وخيمة، فقد أصبح عاجزًا عن الكلام والحركة وشل جسده بالكامل، ثم لاحظ أنه لم يكن قادرا إلا على تحريك جفن عينه الأيسر، لكن لحسن الحظ، بقي عقله سليما وذاكرته صحيحة وكانا قادرين على العمل بمنتهى الكفاءة.

صمم (بوبي) على العثور على طريقة للتواصل، وأمام هذا التصميم قرر تأليف كتاب كامل معتمدا على الإملاء بجفن عينه الأيسر.
كان عنوان الكتاب: (The Diving Suit The Butterfly) وكان عبارة عن رحلة شعرية خيالية داخل عقل رجل حبست أفكاره داخل جسده المشلول. وكتب قائلاً:
(عندما لا يكون لباس الغوص ضيقًا، يتحرر العقل ليحلق مثل الفراشة).
كان (بوبي) يلتقي (كلود منديبل) لمدة ثلاث ساعات يوميا داخل غرفته بالمستشفى، حيث كان يمليه نص الكتاب حرفا حرفا عن طريق تحريك الجفن بواسطة أبجدية خاصة صممت لهذا الغرض، وجاء الكتاب المؤلف من 137 صفحة نتاج


200.000 إغماضة للعين، لقد حوله عقله المثقف الدءوب إلى مسافر يطوف الكون ويجب أنحاء الزمان والمكان، وبينما كان المختصون يدربون أطرافه الهامدة، كان هو يغوص في ذكريات الطفولة وعالم الخيال والأحلام التي كانت تتراقص جميعها في رأسه.
يا له من أمل عجيب رغم ظلام الطريق من حوله!
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !