ببغاوات .... من خلف الفضائيات

ببغاوات... من خلف الفضائيات

   ، التجارب اليومية . والأحداث المعاشة تؤكد قيمة و أهمية كلمات ( جوبلز ) وزير اعلام النازى ، 

تتبارى الفضائيات في عرض وجهات النظر المتضادة و المتنافرة وأحياناً المتناحرة حتى أعتاد المستمع والمشاهد على الخناقات و الخلافات و الإختلافات .
وعندما يوفق الله أحد المعدين أو المذيعين لعرض فقرة عليها توافق أو ثمة إتفاق فإن المشاهد يعزف عنها لأنها تفتقر إلى الشطة والبهارات .

بإختصار توارت الرومانسية خلف الدراما و بخاصةٍ خلف ( السسبنس ) .

وكثرت المناصب و الألقاب على الضيوف وعلى المشاركين .

فبعد إلغاء الباكوية والباشوية . وبعد ثورة يناير 2011 . بدأت تظهر مصطلحات خبير وناشط و منسق عام و أمين عام و المتحدث بأسم .... وعضو ائتلاف .
وذادت وتضخمت حتى وصلت إلى فقيه " فقيه قانوني و فقيه دستوري "

والمواطن العادي الذي لم يعتد على هذه الألقاب فإنه ينصت بإهتمام .ويحفظ ما يسمعه بإتقان . وحبذا لو كان مايسمعه يصادف هوي في نفسه فإنه يعتبر المتحدث يعبر عما يدور بداخله حرفياً .

ويتطور الأمر معه أن يتلبس شخصية المتحدث.

ويبدأ هو فى ترديد ماسمعه بالأمس وليس هناك مايمنع من أن يستخدم نفس حركات اليدين و الإشاحه بالوجه والغمز بالعين
(  body language  ) ويكرر نفس المصطلحات القانونية ويجرد من نفسه فقيهاً آخر يمشي على الأرض .

ويرزقه الله بشخص آ خر أعتقد أو أقتنع بوجهة نظر فقيه آخر له وجهة نظر مخالفة .
فينبري هو الآخر يعرض وجهة النظر المخالفة .

ولا مانع من أن يسخن ويحتدم النقاش بينهما – كما حدث في التلفاز - دون أن يستمع أحدهما للآخر أو حتى يعرض وجهة النظر المتوافقة معه أو التي تبناها مع وجهة النظر المخالفة ويظلان على هذا الحال من التصعيد حتى يتطور الأمر إلى التشابك بالأيدي وقد يصل إلى الاصابة أو القتل .

كلاهما يعتقد أنه صاحب حجية ووجهة نظر .

ونسياً أو تناسياً أنهما مجرد ببغاوات تعيش في صورة بشر .
( ياله من ببغاء عقله فى اذنيه ) .

eg_eisa@yahoo.com