باي .. باي خــاشـقـجــي ..!!

مما أثلج صدري هذا اليوم ، وأنا ذاهب إلى مكتبي في مقر صحيفـتي الموقرة " الوطن السعودية " ، هو خبر رحيل رئيس تحرير الصحيفة ( جمال خاشقجي ) .فقد كدت أن أطير فرحاً برحيل المذكور ، وردّت كثيرا ً : " ذهاب بلا عودة " .
هذا الشخص الذي منذ توليه رئاسة التحرير و ليس له هم ولا قضية ، سوى محاربة رجال الدين والفكر ، والسعي لتحرير المرأة – كما يدعي – والبحث عن حقوقها المسلوبة ، وتحرير العقول من الدين والسلفية ، داخل المجتمع السعودي بشكل خاص .
حيث لم يكد ينام حتى يثير ما يحصل من خطأ أو زلل أو أي تصرف ، يصدر من ذلك الشيخ أو ذاك العالم عن قصد أو بخلافه ، إلا ويجعل له صفحات من النقد والجلد ، وبالتعاون مع أصحاب الهوى والفكر المنحل ، من داخل الصحيفة ، وبمباركة من رؤساء تحرير بعض الصحف المحلية ، وبتصفيق حار ممن يرمون سهامهم على العلماء والمفكرين الإسلاميين من خارج العالم العربي .

وكان من أبرز تلك المؤامرات ، ما حصل ضد الشيخ الدكتور سعد الشثري ، عندما أبدى رأيه حول جامعة " كاوست " ، حيث لم يكن - خاشقجي - عقله ولا قلمه منصفاً ، واتخذ موقفاً مشككاً في وطنية الشيخ الشثري .
وكان للشيخ النجيمي نصيب من أهدافرئس التحرير الهدامة ، والشيخ العريفي كذلك عندما رغب – تحديداً – في زيارة الأقصى الشريف .

ولم تكن هيئة الأمر بالمعروف ذات بعد عن ادعاءات وخداع هذا الرجل المحسوب على الدين والوطن .
وقد كانت الدعوة إلى تحرير المرأة أبرز ما سعى إليه حضرة رئيس التحرير ، خلال فترة رئاسته ، وبدعم ومساندة لوجستية من بعض أصحاب الشورى وعلى رأسهم عضو مجلس الشورى السابق محمد آل زلفه ، حيث استغل عضويته للنباح بقيادة المرأة للسيارة ، رغبة منه بتحول تاريخي في حياة المرأة السعودية – كما ذكر وتمنى .
رئيس التحرير ( المقال ) ، أكرر .. ( المقال ) ، لم يخلّف في " الوطن " سوى صفحات سوداء ، تحكي تاريخ أشد سواداً في عقول شريحة الدعوة للحرية المطلقة ، وكأننا نعيش في دولة لا تملك الخصوصية الدينية والوحيدة على طبقة الأرض .
ولم يكن خاشقجي سوى خطاطاً ، يسمع ويكتب كل ما يملى عليه من شلّة الأنس ، التي تسعى لإثارة المجتمع لأسباب فكرية وأخلاقية وقد تكون مادية ، في ظل وجود سوق سوداء لشراء الأقلام والعقول . وتوظيفها كمحبرة ومزبلة لكل الحاقدين والكائدين لهذا البلد الأمين ، ولهذا الشعب الكريم .
توجها أخيراً كاتب لا أعتز أن يكون من بني جلدتي - إبراهيم طالع الألمعي- بمقاله الذي نشر في الصحيفة يوم الخميس الماضي ، بعنوان ( سلفي في مقام سيدي عبد الرحمن ) ،  وفيه وصف "السلفية" بـ "الجرداء مُسطَّحة الفكر".
وقد كان هذا اليوم ، يوم زواجه حيث بارك هذا الزواج بهذا المقال ، الذي جعل الكثيرمن رفقاء خاشقجي يباركون هذا الزواج وهم يحملون هموم وجود السلفية ، ومسطحات الفكر المظلمة ..!!
ومن هذا الزواج المبارك ، كان من الواجب على السلطات السعودية ، أن تهنئ جمال خاشقجي ، وهو مافعلت مشكورة ، بطي قيده من رئاسة تحرير " الوطن " ليهنأ " الوطن " ويهنأ في غرفة نومه بزواجه .
هنيئاً للشعب بالسلطات ، ولصحيفتي " الوطن " برحيل رجل التحرير (أقصد  تحرير المرأة و ليس تحرير الوطن ) ، وهنيئاً " للوطن " برجاله ونساءه ، وعليّ أن لا أنسى أن أهنيء كريمة خاشقجي بـ .. خاشقجي ...!!
و رحم الله السابقون ( قينان الغامدي - عثمان الصيني ) ..!!

وطن :

بلادي وإن جارت عليّ عزيزة .. وأهلي وإن ضنّوا علي كرام .

.