قبيل وصول بايدن إلى بغداد، تحدث المتتبعون عن أجواء تقارب بين المالكي و علاوي، مصادر مقربة من القائمة العراقية تحدثت أيضا عن إمكانية تنازل علاوي عن منصب رئاسة الحكومة مقابل منصب رئاسي آخر و حقائب سيادية في الحكومة، المالكي في هاته الحالة أقوى حظوظا من ذي قبل، فأي تقارب بينه و بين علاوي سيجعل الائتلاف الشيعي يغير بعضا من شروطه مقابل بقاء التحالفين، يبقى على الصدريين فقط القبول بشخص المالكي من أجل كسب الرهان و المشاركة في صياغة الحكومة المرتقبة، المالكي إذن بين خيارين علاوي أم الإئتلاف الوطني، و أي ميل لأحد الطرفين هو ميل لإحدى القوى الإقليمية الوازنة، حكومة شيعية بامتياز تعني إرتماء في الحضن الايراني، حكومة هجينة بين المالكي و علاوي فيها نوع من الإرضاء للطرفين ( أمريكا و إيران) و إن بشكل أقرب للحلفاء الغربيين و العرب.
بايدن في بغداد، فهل هذا يعني حكومة تضم المالكي و علاوي؟ و لما لا حكومة وطنية تضم كل الفرقاء، مع أن الحكومة الوطنية ستكون حكومة مشاكل بامتياز، هل سيقدم بايدن بحل توافقي و طائفي في نفس الوقت لحلحلة الأزمة و الخروج من سرداب تشكيل الحكومة المظلم الذي طال أمده، بايدن بذلك هو مهدي الساسة العراقيين، فهل يحتاج الفرقاء العراقيون لمهدي أمريكي في كل فترة انتخابية؟ إنها أزمة كبرى أكبر من مشكلة تشكيل الحكومة، العملية الديموقراطية في العراق غير سليمة، و الحالة العراقية تتجه لتكون أشبه بالحالة اللبنانية بعنوانين كبيرين الطائفية و التوافق.
الشارع العراقي بات يعيش أزمة ثقة في سياسيه، لتنضاف إلى أزماته المعيشية و الأمنية، هل سيثق الناخب العراقي مجددا في ساسة عجزوا عن تشكيل حكومة لإدارة شؤون البلاد في ما يقارب الأكثر من مئة يوم فقط تبعا لمصالح و أهواء شخصية. الجواب على هذا السؤال قد يؤجل إلى الانتخابات القادمة على ما يبدو حينها سيكون العقاب الأمثل لهؤلاء الساسة هو العزوف عن المشاركة في الانتخابات أو معاقبتهم بالتصويت لأوجه جديدة. و ما يحتاجه العراق حقيقة هو أوجه وطنية نقية ليست لها سوابق مع الاحتلال أو مع الانظمة السابقة حاله كحال لكثير من بلداننا العربية.
التعليقات (0)