بقلم حسن لمريس,
في المغرب أصبح فض البكارة هواية لدى البعض من الشباب المغربي والعربي خاصة ذوي الضمائر الميتة فلا يمر أسبوع دون وقوع حالة اغتصاب,في بعض الأحيان يكون الأطفال القاصرين ضحاياها وأحيانا أخرى البنات والنساء وقد التقيت بالكثير من النساء والشابات عبرن لي عن قصصهن وكل ما وقع لهن جراء هذه الظاهرة الخبيثة,وتحكي سكينة ذات العشرين من العمر قصتها الأليمة وكيف وقعت ضحية شاب وتقول :(ذات يوم في مهرجان (موازين) للعام الماضي تعرفت على شاب من خلال الصدفة والتقيت به وتعرفنا على بعضنا البعض وبعد مدة قصيرة أصبحت علاقتنا جد قوية ,وكنا نلتقي بشكل يومي,أحببته وأحبني بشكل لا يوصف,وفي إحدى الليالي طلب مني حضور حفلة عيد ميلاده الخامس والعشرين وفعلا قمت بالذهاب إلى منزله بعد أن أوهمت أهلي أنني ذاهبة للسهر مع صديقاتي في حفلة,وصلت لمنزله واستقبلني كأميرة واحتفلنا على الطريقة الأوربية ورقصنا على أنغام العشق والرومانسية ولم أشعر بنفسي حتى استيقظت في الصباح ووجدت ملابسي الداخلية مليئة بالدم واكتشفت بعدها أنه فض بكارتي,لكن لم يكن على علمي أنني سأحمل في بطني طفل غير شرعي,بكيت حتى الموت ولم أعرف ماذا حل بي؟ مر كل شيء بعدما اتفقنا على الزواج في أقرب فرصة, مر شهر على ذلك وأهلي لم أخبرهم بما وقع لي وكنت خائفة من رد فعلهم الذي سيؤدي حتما إلى طردي وسأخرج إلى الشارع متشردة أو سيقتلني أخي في غالب الأحيان,مر شهر تقريبا واكتشفت أنني حامل,بعدما أبلغتني الطبيبة بذلك وكنت على وشك الانتحار أنداك ,اتصلت به وأخبرته بالأمر وكان أن أغلق الهاتف في وجهي ليختفي إلى الأبد وها هو أبنه أحمله الآن بين أحضاني) هكذا حكت لي سكينة قصتها والدموع تسقط واليأس يملأ وجهها.
وحكاية سكينة شبيهة بقصة فتيحة لكن تختلفان في الوقائع فقط تقول فتيحة والحزن يكاد يقتلها(لأول مرة في حياتي أدخل إلى موقع للدردشة الصوتية عبر الانترنيت التقيت بشاب يعيش بالمهجر وهو مغربي الجنسية وتعرفنا على بعضنا البعض وأصبحت أدخل إلى الموقع بشكل يومي من الصباح حتى المساء,من أجل الدردشة معه وكان هو الأخر يتصل بي عبر الهاتف بشكل يومي كل مساء ويرسل لي رسائل هاتفية ,ومرت الأيام والعلاقة بيننا تتقوى شيئا فشيئا حتى أتى ذلك اليوم الذي كنت أنتظره,أخبرني أنه على وشك الدخول إلى المغرب وسيلتقي بي طلب مني أن أحدد معه موعدا في مكان ما من أجل اللقاء,فعلا حددنا المكان والتقينا,وطلب مني أن أن أخده ليرى أهلي ,عرض فكرة الزواج بي على أهلي ووافقوا عليها, تمت الخطوبة في أجواء جيدة,مرت الأيام ونحن نلتقي والعطلة تقترب من النهاية وبقي أسبوع فقط,أتصل بي في التاسعة ليلا وأكد لي ضرورة الحضور إلى منزله لكي نناقش فكرة الزواج ونحدد الموعد النهائي,فعلا كنت متحمسة من أجل الفكرة,لكن وقع ما وقع,نمت معه من دون شعور,وفض بكارتي ولم أظهر له حزني أو قلقي على ذلك,وبما أنه سوف يصبح زوجي المستقبلي لا يهم إن فض بكارتي الأن أو بعده,كنت جد مسرورة لأنني لن أجد مثل هذا الشاب أبدا,سافر الشاب من أجل أن يأتي بأمه لحضور زواجنا,ومنذ ذلك الحين لم أرى وجهه إلى حد الساعة,الآن مرت سنة كاملة وكلما أرغب في الاتصال به أجد هاتفه خارج التغطية,أصبحت في حيرة من أمري,وأشك هل سيأتي أم لن يأتي أبدا؟ وهل سأرفع شكاية ضده؟ أم أن لا أحد سيصدقني؟) هكذا تحكي فتيحة قصتها وهي بين اليأس والأمل في عودة الشاب الذي أهدته شرفها على طبق من ذهب.
من بين هاتان الحالتين توجد حالة أخرى وقعت ل مريم وهي طالبة في إحدى الجامعات بالمغرب,التي قدمت من قرية بالأطلس الصغير من أجل الدراسة ورغم أن عائلتها فقيرة,لم يكن ذلك يجعلها تتوقف عن الدراسة,تحكي مريم وهي تسخر من قدرها وحظها العاثر(كنت أشارك في المنتديات الخليجية وخاصة الرومانسية منها,تعرفت على شاب كويتي وكنا نراسل بعضنا البعض عبرMSN بشكل يومي وازدادت صداقتنا وأصبحت قوية بعد أن عبر لي عن حبه لي وأنه يرغب بالزواج بمغربية مثلي وأكد لي أنه يفكر في القدوم للمغرب, المهم مرت الأيام وبدأ يرسل لي مبالغ مالية من الكويت,أصبحت ألبس ثياب جديدة,أشتري كل ما أريده,أزور عائلتي ولم ينتبه أحدهم لأمري ولم يسألني أحد من أين أحصل على المال لشراء حاجياتي الأساسية,وكنت دائما أخبرهم أن صديقتي هي التي تساعدني لأن أبوها تاجر...مرت ستة أشهر تقريبا,وها هو الفارس الذي كنت أنتظره قادم إلى المغرب,أتصل بي وأخبرني أنه يتواجد بمطار محمد الخامس,طلبت منه أن يركب في سيارة أجرة كبيرة وأشرت أليه في المكان الذي سينزل فيه بعد أن يطلب ذلك من سائق الطاكسي,التقيت به أخيرا عانقته وعانقني كأي عاشقة تنتظر عشيقها بفارغ الصبر حتى يعود إليها,أكترى سيارة وسافرنا نحو مدينة أكادير من أجل الاستمتاع وأخبرني أنه يملك عقد عمل لي في الكويت وأنني سوف أعود معه إلى وطنه,وصلنا إلى وجهتنا,تجولنا كثيرا وكنت أبيت في فندق على حسابه,بينما كنا عائدين من رحلتنا,قرر زيارة غابة بضواحي مراكش,توقفنا وتناولنا وجبة الغداء,أحسست بنوم شديد وبعد أن استيقظت كانت بكارتي في عداد المفقودين,لقد مارس معي الجنس من دون أن أشعر بذلك,دخلت في حيرة من أمري وكنت أعلم أن الأمر سيقع لا محالة,عدنا أدراجنا وأنا في حزن شديد ولا أدري كيف سأناقش معه هذا المشكل ولا أرغب في أن يضيع مني هذا الشاب الذي انتظرته كثيرا,وصلنا لمدينة الدار البيضاء,طلب مني أن أخد حماما تركيا,انتهيت من الاغتسال وخرجت بسرعة كي لا ينتظرني كثيرا لأجده قد اختفى عن الأنظار,تصوروا حتى رقم هاتفه لم يكن عندي,بعد مدة علمت أنه وصل للكويت,بعد أن أخد مني الغالي والنفيس,أفقدني بكارتي,وعدت إلى غرفتي بالحي الجامعي أجر أذيال الهزيمة والفضيحة) هكذا حكت لي مريم قصتها والابتسامة تملأ وجهها,وقالت لي أنها تفكر في ولوج عالم الدعارة وستوقف نهائيا عن الدراسة.
الكثير من هذه الحالات تقع في أي مكان بالمغرب وسبق للكثير من البنات أن وقعن ضحايا إفتضاض البكارة وفقدان عذريتهن من طرف بعض الشباب العاشق لرؤية الدماء بين أفخاذهن والمشكلة الكبيرة هي التي ينتج عنها الحمل في بعض الأحيان وتؤدي إلى هرب البنت من منزل والديها لتواجه المجهول لوحدها,وفي حالات كثيرة تترك البنت رضيعها بعد ولادته في كيس بلاستكي وترمي به في قمامة أو مزبلة,أو تبيعه لإحدى النساء العاقرات بثمن زهيد,هذا والحكومة المغربية غائبة كليا عن أوضاع هذه الفئة التي تقع ضحية لذوي الضمائر الميتة,ولا يوجد في المغرب مأوى يلجأن إليه هؤلاء الضحايا,اللهم في بعض الجمعيات التي تستقبلهن لأسابيع ثم تطردهن من جديد,وفي غياب تام لبرامج نوعوية تحد من تزايد هذه الظاهرة التي تحصد الضحايا وتساهم في إنتشار الدعارة داخل المجتمع المغربي.
التعليقات (0)