إذا كان الحديث عن الجنس محرّما فكيف سنربي أبناءنا ؟ .. وبماذا سيجيب الواحد منا إبنه لو سأله ببراءة عن معنى ( قضيب ) أو (مهبل) أو عن معنى (نكاح الرجل للمرأة) ؟ .. أو ذلك الذي يفتح عليه إبنه الصغير باب غرفة نومه ويجده يجامع زوجته ، كيف سيشرح وضعه ذاك ؟ .. وكيف سيفسر موقفه الطبيعي جدا ذاك لإبنه الصغير ؟! ..
هل نقتل الفضول الصحي في أبنائنا ، والذي يواجهوننا به في بيوتنا ، ونصد الأبواب في وجه حواراتهم وتساؤلاتهم ، ليحتضنهم الشارع ، ويتلقفهم أصدقاء السوء ؟! ..
الجنس يا عالم أكبر من (حق للرجل) يأخذه من المرأة في صمتٍ ، ودون حوارٍ ، ولا نقاشٍ ، ودون حتى مقدّمات ! .. وهو أكبر من إستلقاء تموضعي وجداري للمرأة على السرير ! ..
الجنس أكبر من أن يتم حصره في مفهوم جسدي ضيق ، كما أن ربطه بالفاحشة دوما هو إجحاف في حق البشرية ، التي أنار الله دربها بقناديل رسالاته ، لتستمر في التناسل وفي ممارسة الجنس على ضوئها ، وبعلاقات أحلها لها ، وحرم عليها ممارسته خارج نطاقات تلك العلاقات ، لأن ذلك من شأنه أن يُعمّم الفوضى ويزيد المفاسد ! ..
الله شجب الحديث والجهر بالسوء لأجل المفاخرة به ، ولأجل الخوض في أعراض الناس ، وقذف المحصنين والمحصنات بالزور وبالبهتان ، لأن ذلك يُشيع الفاحشة ! ..
الأمر يحتاج إلى وقفة مطوّلة ، لكن في وضعنا العربي يظل موضوع الجنس حساسا ، يُشعرنا بالخجل حتى أمام أنفسنا حين نقف عرايا أمام المرايا ، وكأن أعضاءنا التناسلية وما يرتبط بها من مشاعر وأحاسيس ليست أجزاءًا منا ومن أجسادنا ، أو أنها ليست جزءاً طبيعيا يدخل في تكوين الحياة ، وفي إستمرار دوران عجلتها ؟! .
ــــــ
تاج الديــن : 09 ـ 2010
التعليقات (0)