بالصومال أجساد فاتنة كذلك
لأنها تصدرت المشهد السياسي نظير مواقفها وبراغماتيتها ومرونتها في التعامل مع القضايا والتعقيدات السياسية خصوصاً في الوطن العربي أصبحت في نظر الشعوب العربية دولة قائدة ورائدة ومؤمنة بحقوق الشعوب في الحرية والعدالة وتقرير المصير حتى وإن كانت "تركيا " تسحق أقليات عرقية على أراضيهم المحتلة من قبل النظام العرقي التركي كالأكراد مثلاً , نظرة الشعوب تجاه الجمهورية التركية ناجمة عن الشعور بفقدان الأمان وناجمة عن غريزة البطل المنقذ التي وجدوها في شخصية رجب طيب أوردوغان منذ أن كان رئيساً للوزراء , أوردوغان شخصية براغماتية خطفت الأضواء فمواقفه الكلامية والغير كلاميه جعلت منه بطلاً ليس لأنه خارق بل لأنه يٌجيد اللعب والعزف على أوتار السياسة , بما أن الشعوب العربية باتت تنظر إلى تركيا على أنها دولة العدل والحقوق والمناصرة والدفاع عن الشعوب المطحونه كان هناك من يٌفكر في نظرة تلك الشعوب فقرر وعلى الفور مناصرة الشعوب ومصاهرة الأتراك ؟
الإسلاميين وعبر التاريخ أشتهروا بالتأويل والتحريف والتزييف والبراغماتية والتقرب من أصحاب السلطة والإستفادة من ذلك والإنقلاب على السلطة إذا سنحت لهم الفرصة , الإسلاميين ليسوا المسلمين وإنما مسيسي الإسلام ممن يرفع القرآن عالياً ويوظفه توظيفاً سياسياً , إسلاميو العصر الحديث وبعد أن هبت رياح الربيع العربي على دول عربية أظهروا مواقفهم التي لا تختلف كثيراً عن مواقف الشعوب لكنهم وجدوا في أوردوغان خليفتهم المنشود لأنه ينتمي للإسلام السياسي وتحديداً
التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الجماعة التي لها ما لها وعليها ما عليها ؟
دعاة ووعاظ الخليج يسرحون ويمرحون بتركيا فهي جنة الله في أرضه وهي بلاد الإسلام ومعقله هكذا يفكرون ويرددون ولا يكاد يخلو لقاء تلفزيوني لشخصية دعوية حكواتية من مشهد من داخل تٌركيا , من حقهم ذلك لكن اليس من حق العالم أن يستفيد من جولات تلك الحفنه البشرية لعل وعسى تزيل الغمة عن أراضي بلغ فيها البلاء مبلغه ؟
أين اسود التنظير والدعوة والتحليل السياسي الممزوج بالأحلام الإسلاموية والخلافة العادلة عن الصومال فمن يحكمها اليوم هم فرقاء الأمس من تيارات الإسلام السياسي الذين يتصارعون على السلطة منذ 25عام , الصومال بلاد خضراء وصحراء لكنها ليست على بال الإسلامويين ولا أجد سبباً مقنعاً لذلك فقد يكون لحرارة الأجواء دورٌ كبير في عزوف الإسلاميين عنها !
كل أنثى ليست مشروع عاهرة لكن ما أن تطأ قدم إسلامي أرض خضراء حتى تتحول لصحراء قاحلة لا حياة سوية فيها , لقد جنب القدر الصومال من كارثة الإسلاميين المتجولين ولم يجنبها كارثة الإسلاميين المتصارعين , ليس من حق الإسلاميين غض الطرف عن أرض الصومال ففيها الأرامل والمطلقات والثكالى والأبكار فهن أجساد كالتي يرونها بتركيا وبغيرها من بلاد العالم.
لم يطلع الإسلاميون على كتاب ( نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر ) لجلال الدين السيوطي , فلو أطلعوا عليه لشدوا الرحال إلى الصومال ولجمعوا نساء وفتيات الأرض تحت عباءة سيسمونها عباءة متعة الذاكر وتحفة الشاكر وترويض الخاطر ؟؟
التعليقات (0)