عفيف سرحان
السفارة البريطانية ببغداد
منذ تلك الحادثة التي فجعتها وهي تقبع في دارها لا تفارقها، لا ترى أحدا، ولا أحد يراها، عدا النذر اليسير من عائلتها، حتى أصبح اليأس رفيقها ومؤنس وحدتها.
إيمان (اسم المستعار)، التي وجدت نفسها بين عشية وضحاها تفقد عفتها ويضيع شرفها داخل السفارة البريطانية في بغداد، أضحى ذلك الحدث بالنسبة لها فاجعة محفورة في ذاكرتها، لا تبارحها ما بقيت.
وفي حديثه للصحافة قال أحمد، شقيق إيمان التي تعمل بالسفارة البريطانية: "أختي أصابها اليأس بعد وقوع الحادث"، مضيفا: "لقد لحقنا العار.. شرفنا ضاع.. سوف يؤثر ذلك على مستقبل أختي إذا عرف الناس أنه تم اغتصابها".
طالع أيضا:
التسول.. مهنة في العراق الجديد
احتلت أمريكا العراق فهربت أم رمزي إلى الكوكايين!
وتعتبر إيمان أحدث ضحية للاعتداءات الجنسية التي تحدث داخل السفارة البريطانية الواقعة بالمنطقة الخضراء في بغداد.
واتهم موظف عراقي مسئولا بريطانيا في السفارة، لم يذكر اسمه، بتهمة الاعتداء الجنسي على عراقيات عاملات بالسفارة.
كما اتُهم المسئول البريطاني بالاعتداء الجنسي على ثلاث أخريات من العاملات في السفارة العراقية، إحداهن عاملة نظافة، واثنتان من الطهاة، وذلك منذ أكثر من عام ونصف العام.
غير أن تحقيقا داخليا برأ المسئول البريطاني من جميع الاتهامات التي وجهت إليه، كما سمح له بالعودة لوظيفته في السفارة بعد وقت قصير من التحقيق.
واتصلت عائلة إيمان بمحام، لكنه أوضح لهم أن المهمة لن تكون سهلة، وحذرهم أيضا من أنهم يقاتلون ضد "جبهة قوية جدا".
وقال أحمد، شقيق إيمان، "عندما طلبنا المساعدة من وزارة شئون المرأة قالوا إنهم لا يمكنهم فعل أي شيء سوى ترشيح محام".
فقدت شرفي
امرأة أخرى تدعى نادية (اسم مستعار) تذكرت جرحها الأليم عندما سمعت نبأ الاعتداء الجنسي في السفارة البريطانية.
وبوجه شاحب تقول نادية وقد استدعت ذكريات لاذعة المرارة: "فقدت أهم شيء في حياتي.. فقدت شرفي".
ونادية هي واحدة ممن تم الاعتداء عليهن جنسيا، وقد اتهمت هي وعاملتان أخريان مسئولين في السفارة البريطانية منذ عام ونصف العام بالاعتداء عليهن، وبعد أيام من تقديمهن تلك الاتهامات تمت إقالتهن من عملهن، ولكن فقدان نادية لوظيفتها كان شيئا يسيرا بالنسبة للكابوس الذي كانت تعيش فيه.
تقول نادية: "بعد عدم استطاعتي إثبات الاعتداء الجنسي بدأ الناس ينظرون لي كما لو كنت من بنات الهوى".
وأضافت: "أُجبرت أيضا على مغادرة منزلي بعد أن اتهمت بممارسة الجنس مع العمال الأجانب (...) حتى زوجي لم يتمكن من تحمل هذه الاتهامات ففارقني.. فقدت حب زوجي".
وقالت نادية: "طُلقت وأصبحت مشردة، ولم تعد هناك فرصة سانحة للتحدث أمام المحكمة".
ليست مبشرة
ويقول خبراء قانونيون إن السفارة بدأت مجددا بإجراء تحقيقات، ولكن هذه المرة مع مسئولين في وزارة الخارجية المتواجدين بالسفارة، لكن هذه التحقيقات ليست مبشرة.
حكيم أحمد، المحامي العراقي الذي كان يتابع قضية نادية، قال إن الجهود التي بذلها لتحقيق العدالة لنادية وزملائها فشلت تماما، مضيفا أن "النساء الفقيرات يعتبرونهن كاذبات".
وقال: "إذا كانوا يتحلون بالعدالة، فلماذا برءوا المتهمين منذ عام ونصف العام، وسمحوا لهم بارتكاب نفس الخطأ مرة أخرى".
وتابع قائلا: "أتمنى أن تأخذ السفارة البريطانية هذا الأمر على محمل الجد؛ لأن صورتهم أصبحت مشوهة".
التعليقات (0)