مواضيع اليوم

بالدعاء والصوم سوف تفتح المعابر

Selma Bel Haj Mabrouk

2009-02-13 08:40:20

0

كنت اشاهد إحدى القنواة االإخبارية حين مر أمامي هذا الخبر الذي شد انتباهي و المتمثل في دعوة" هيئة علماء المسلمين" كل المسلمين للمشاركة الأسبوع القادم بالدعاء والتضرع لله والصوم والهدف هنا حتى يستجيب الله لفتح المعابر ورغم إني لست ضد الدعاء أو الصلاة أو الصوم تقربا لله فإنني لا أستطيع فهم مطلب علماء المسلمين هذا فإذا كان معبر رفح ينتمي لمملكة الأرض والناسوت والبشر وواقع التاريخ والجغرافيا فلماذا نبحث عن أفق حله في السماء؟ فهل معبر رفح هو إحدى بوابات السماء أم إحدى بوابات غزة إلى مصر ومصر إلى غزة ؟ وإذا كانت هيئة علماء المسلمين بكل ما تملكه من سلطة رمزية ومادية لا تسطيع أن تمارس سلطتها هذه لفتح معبر رفح وحتى التأثير في أصحاب القرار وهي القريبة منهم فكيف لها أن تدعوا من لا يملك سلطة و لا قرار أن يتوجه بالدعاء لفتح  المعبر هل يعقل أن يفتح المعبر بدعاء من لا حيلة لهم؟ فمتى يتقي علماءنا الله فينا و يساعدوا شعوبهم على التخلص من فكرة التواكل والإختفاء وراء سلطة المقدس وممارسة الطقوس والشعائر الدينية لحل مسألة بشرية مصيرية هي في حقيقة الأمر من صنع العباد مراهنين على الحلول السحرية التي تأتي بقدرة قادر عوض حثهم على الفعل الشجاع والمبدع الذي يمكن أن يحرر الإنسان من سلطان الجبن والخوف ومتى يعلمون الناس رسالة الأنبياء الصحيحة التي تسلح الناس بحب العدالة والحقيقة وبذل الجهد في تحصيلها وانجازها ؟ أليس من حقنا أن نعيش حياة كريمة و أن نحارب كل طغاة البشرية عبر مقارعة الظلم في الواقع والإنتصار عليه فإذا كانت مشاكل البشر من صنعهم فإن حلولها في أيديهم فالبشرية التي لديها قدرة هائلة على افتعال المشاكل وتخريب الوجود هي نفسها القادرة على ابتداع حلول لها وتعمير ما خربته يداها لأن بكل بساطة الإنسانية لا تطرح أسئلة على نفسها ولا تصنع مشاكل لا تستطيع الإجابة عنها فلما يحاول هؤلاء إقناعنا أن مشاكلنا تحل بمجرد الهرولة للسماء والحال أن الله لن يغير بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم من عزوف عن الفعل والعمل الجدي والإجتهاد وتصويب نظرها نحو صناعة وجودها وابتداع كيانها والتحررالحقيقي من كل كسل وتواكل فالتوكل على الله هو المطلوب وليس التواكل والشعوب تتحرر من جلاديها بالمقاومة والثورة والإصرار على نيل حقوقها وانتزاعها من كل مغتصب أفاك ولا تستجدي حقوقها تضرعا ولم نسمع في التاريخ شعبا استرجع حقوقه بالدعاء فقط حقا يال ضعف أمة المسلمين التي يعجز رموزها عن مجرد فتح معبروهو مصري فلسطني فكيف لها أن تحرر أراضيها المغتصبة من محتليها؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !