بالحرم الجامعي جلدت فلانة
الدين قضية مقدسة لكن رجال الدين بشر يخطئون ويصيبون يجتهدون ويقعون في الخطأ ,ينشدون العدل ويقعون في الظلم بشر لا قدسية لهم سوى الإحترام والتقدير كغيرهم من سائر البشر , ضجت وسائل التواصل الإجتماعي ومواقع الصحف الإلكترونية في الأسبوع الماضي بقضية جلد فتاة داخل حرم جامعة رفحاء , تنفيذ الحكم شرعي لا خلاف حوله , لكن الخلاف لماذا تم التنفيذ داخل حرم جامعة وأمام طالبات باحثات عن علم ومعرفة وقيم إنسانية .
التشهير بالفتاة أمام الناس وإنتشار صور تبين وقت التنفيذ جريمة تنال من إنسانية الفتاة , فأحكام الشريعة ليس هدفها إذلال الناس أو التشهير بهم أمام الناس , فالحكمة من الأحكام الشرعية الردع والتطهير ولله في خلقة حكمة وشؤون ..
مسيرة القضاء تمر بمرحلة مخاض أتمنى الا يكون عسيراً , فالخطوات الإصلاحية بمرفق القضاء تواجه عقبات متعددة لعل من أهمها عقبة المشاغبين من الحرس القديم الرافضين للتجديد والتحديث والإصلاح بمرفق هام لا يدرك أهميته الإ الراسخون في العدالة والقانون !
إجتهاد القضاة وعدم تقنين الأحكام فتح باب التكهنات والتحليلات المنطقية والغير منطقية التي بدأت تنحو منحى النيل من هيبة القضاء , وكذلك ضعف دور المحامين عامل مهم في بروز أحكام إجتهادية جائرة فالمحامي ينحصر دوره في محاولة إسترضاء القاضي وأستعطافه بعكس المنطق الذي يحدد دور المحامي فالمحامي أدواره كثيرة من بينها إثبات البراءة أو تخفيف الحكم على موكله وليس الإستعطاف والأسترضاء وهنا إشكالية ضعف اللوائح والأنظمة وتداخلها مع قضية تقنين الأحكام الشرعية وتدوينها منعاً للأجتهادات التي قد تكون سبباً في فقدان مصداقية القضاء عند المتابع البسيط ..
الإشكالية التي لم أجد ما يبررها هو جلد الفتاة أمام الطالبات وكأننا في عصور ظلامية , ومن يشاهد الصور يظن أن تلك الصورة اٌلتقطت في بلد أخر , تنفيذ حكم الجلد أمام الطالبات وداخل الحرم الجامعي الذي من المفترض أن يكون مقدساً لأنه حرم يحتضن قلوب باحثة عن المعرفة والمطمأنينة والسلام والخير أجتهاد خاطيء وليس في محله , فالجامعة مؤسسة تعليمية تنشر العلم والمعرفة وليست ساحة لتنفيذ الأحكام وقد تم إستباحة حرمها بحجة تنفيذ الحكم الشرعي ؟
أظن أن تنفيذ حكم الجلد داخل حرم الجامعات والمدارس بحاجة لإعادة نظر , فمنظر الجلد يقتل الفرح والرغبة في المعرفة وينذر بتحول الجامعات والمدارس لساحات تنفيذ إجتهادات لا تنفيذ أحكام شرعية تحمل في طياتها أحترام لانسانية المخطيء وأدميته , فأين حقوق الإنسان التي كفلتها الشريعة السمحة حتى وإن كان مخطيء ومتجاوز !
التعليقات (0)