بينما كنت أقلب في أوراق والدي رحمة الله عليه وجدت عقد شراكة على بقرة بينه وبين أحد أقربائنا الفلاحين ...كان سعرها 160 جنيها فتعجبت لتدني هيبة جنيه العصر الحديث !!! لم أدر لماذا تحسست جيبي لأحصي ما به من ثروة فوجدتها 150 جنيها ...قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله هذه تكفي لشراء بقرة أقتنيها فتلد لي كل عام بقرة تكبر مع الأيام وبعد عدة أعوام تكون عندي ثروة محترمة.... أيقظني من غيبوبتي صوت حفيدتي تطلب عشرة جنيهات لتشتري فرشاة ومعجون أسنان...فقلت لها كيف أعطيك فخذ بقرة لتشتري بها ما تقولين؟ !! قالت مالك ياجدي؟؟ قلت لا عليك يا حفيدتي الغالية خذي العشرة ودعيني أغطس في الماضى الممتع ...تركتني وهى تتعجب.....بينما أنا في رحلتي إلى الماضى ناداني أحد الجنيهات قائلا أيها الشيخ لقد عمرت ونكست في الخلق ووهن العظم منك واشتعل الرأس شيبا ولم تعد تدري ما حولك...أغضبني قوله ...وبدأ الجدال بيننا ..... فقلت له مغتاظا : سوف تضعف أنت أيضا بعد القوة وتدركك أمراض الشيخوخة وسوف يشنقونك أيها المسكين ...سألني: أوفاعلون هم؟..... قلت نعم يفعلون مثل ذلك مع الجياد التي بلغت أرذل العمر...وسوف يشنقونك كما شنقوا قبلك المليم والقرش والعشرة قروش...يا أيها الجنيه الذي بلغ الهرم:.... لقد كان في جيبي بالأمس فقط سبع بقرات..... اقتاد محصل الكهرباء أثنتين منها....وسحب مأمور الضرائب العقارية ثلاثا....... وذبحنا منها اثنتين أنفقناهما في شراء بعض الخضروات والأرز والزيت.....رد على قائلا : لقد صبرت أنا ورفاقي على البقاء في جيبك نعاني من شدة البرد لقلة عددنا ورقة ثوبك...... فدعني أذهب إلى مصيري....قلت: اذهب فبع نفسك بفرشاة أسنان يا من فقدت أسنانك القاطعة ...وذهبت هيبتك ...وقل احترامك.... ولم تعد تغري حتى حفيدتي بصحبتك
التعليقات (0)