علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــ
بثت قناة الدنيا السورية قبل ايام خبراً عن تحقيق المسلسلات السورية القديمة اعلى نسبة مشاهدة بين البرامج التي تعرضها وقد عرضت خلال شهرين دراما كوميدية للفنانين دريد لحام ونهاد قلعي وهي (صح النوم ) و (حمام الهنا) و (ملح وسكر) . ولكوني من عشاق الاسود والابيض فقد استمتعت خلال هذه المدة بمقالب (غوار) وبحثه عن نفسه وكيف انه تعرض هو واخوه (فوار) الى حادث غرق ولا يعرف هل ان الذي غرق (غوار) او (فوار) !؟ ورحت ابحث عن سر الاقبال على هذا النوع من المسلسلات او الافلام القديمة فوجدت ان المسألة تتعدى الحنين الى الماضي والشوق الى زمن الفن الجميل الى ما هو ابعد من ذلك لان الفن الحقيقي ما كان ليصل الينا لولا اصالته وصموده والذي يتابع افلام الخمسينيات والستينيات يلمس صدق الاداء والرسالة الواضحة للعمل في الاغلب والهدوء في التناول وبرغم بساطة التقنيات ايام زمان الا ان العوامل الاساسية في قوة العمل الدرامي كانت تستند الى اداء الممثلين والحبكة والحوار بعكس الافلام الحديثة التي تعتمد التقنيات المتطورة والاكشن وسط ضياع الممثل وتحوله الى اداة تكميلية بل ان بعض الممثلين والممثلات من كثرة التغييرات على هيئاتهم. لانعرفهم الا من خلال اصواتهم فضلا عن ضياع الافكار والثرثرة الصورية في مشاهد لاجدوى درامية من وجودها! حاولت معرفة ردود افعال اطفالي في اثناء عرض الدراما الكلاسيكية بالاسود والابيض في بعض القنوات فدهشت لانجذابهم اليها وفرحهم بها وقد لمست ذلك ايضا في اثناء عرض افلام الكارتون الكلاسيكية في (كوكب الضحك) على قناة (سبيس تون) فافرحني الاقبال عليها اكثر من افلام الرسوم المتحركة فايقنت ان العمل الحقيقي يحمل المواصفات التي تجعله مؤثرا في كل وقت وابسط مثال افلام عبقري الشاشة شارلي شابلن وقد تذكرت جملة لاحد شعراء النثر تقول (مات الملوك وظلت عصا شارلي شابلن)!!
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)