حمَل وزير الحرب الإسرائيلي "أيهود باراك" نفسه المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الذي ارتكبته قوات البحرية الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية التي كانت متجهه نحو قطاع غزة المحاصر في مايو الماضي واستشهد خلاله 9 أتراك.
وقال باراك أمام لجنة التحقيق الإسرائيلية "تيركل" :" إن الحكومة الإسرائيلية توقعت قتالاً دمويًا قبيل اتخاذ قرارها بمهاجمة السفينة التركية مافي مرمرة".
ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية الثلاثاء عن باراك " أتحمل المسؤولية كاملة عن توجيهات أعطيت للجيش الإسرائيلي بشأن اعتراض السفن الستة المتجهة إلى غزة ضمن الأسطول قبل 9 أسابيع".
وأضاف في إفادته أمام القاضي الإسرائيلي ياكوف توركيل " أتحمل المسئولية كاملة عمَا حدث، أتحمل مسئولية النظام العامل تحت إمرتي، وأتحمل الأوامر التي صدرت على المستوى السياسي".
وقال باراك :" في يوم الـ26 من مايو الماضي، أي قبل خمسة أيام من وقوع الاعتداء، قدمت مشروعًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي يُعرف باسم "منتدى السبعة"، ويتضمن الخطوط العريضة لتقييم المعلومات الاستخباراتية ومجموعة من النتائج المحتملة، بما في ذلك إمكانية سيناريوهات متطرفة".
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات باراك تتناقض مع إفادته لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال إنها ستكون فقط على شاكلة حملةٍ للعلاقات العامة وليست إدلاءً بالشهادة بشكلٍ حقيقي.
وادعى باراك أن قوات الكوماندوز كانوا يحملون بنادق بلاستيكية تُطلق كرات ملونة، " لكنهم اضطروا إلى استخدام الذخيرة الحية عندما تعرضت حياة الجنود للخطر".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال إن قوىً دولية تحاول إقناع مجلس الأمن الدولي بإلغاء لجنة التحقيق التي خصصتها الأمم المتحدة للتحقيق باعتداء البحرية الإسرائيلية على "أسطول الحرية" أواخر مايو الماضي.
وكانت لجنة تيركل لتقصى الحقائق قد اختتمت جلستها صباح أمس الاثنين مع رئيس دول الاحتلال بنيامين نتنياهو للكشف والتحقيق معه حول حقائق عملية الاسيتلاء على قافلة اسطول الحرية الدولية سفينة مرمرة.
وقد ادلى نتانياهو بافادته اولا في جلسة علنية ثم انعقدت الجلسة وراء أبواب مغلقة حيث رد نتانياهو على اسئلة اعضاء اللجنة في مواضيع تتعلق بامن الدولة.
وكان نتانياهو قد أقرّ في الجلسة العلنية للجنة صباح اليوم بان المنتدى الوزاري السباعي لم يجر في جلسته في ال -26 من ايار مايو الماضي - اي قبل عملية الاستيلاء ب -5 ايام - بحثا معمقا في انعكاسات اللجوء الى عملية عسكرية ولم يخض في تفاصيل العملية قبل المصادقة عليها بل اكتفى بمناقشة الناحية الإعلامية للعملية.
واضاف نتنياهو ان قيادة جيش الاحتلال هي التي اختارت طريقة العمل كما هو الأمر عادة في مثل هذه الحالات مشيرا مع ذلك الى أن المستوى السياسي اصدر توجيهاته الى الجيش بالامتناع قدر الامكان عن وقوع احتكاكات بين الجنود وركاب قافلة السفن.
واكد نتنياهو ان اسرائيل بذلت جهودا جبارة لتفادي ايقاع الاصابات في صفوف من كان على ظهر السفن وأوضح انه قد أوكل الى ايهود براك وزير الحرب المسؤولية عن التعامل مع قضية قافلة سفن المساعدات القادمة الى غزة, أثناء تواجده في الخارج مشيرا الى انه قد خوّل باراك ايضا صلاحية دعوة وزراء المنتدى السباعي الى الاجتماع اذا اقتضت الضرورة ذلك .
واوضح في هذا السياق رغبته في ان يكون هناك "عنوان واحد" خلال تواجده في الولايات المتحدة وباراك كان هذا العنوان علما بانه كان له لقاء هام جدا مع الرئيس اوباما في ذلك الحين.
وأشار نتانياهو الى ان جميع الجهات المعنية اعتبرت السيطرة على قافلة اسطول الحرية مخرجا أخيرا بعد عدم تمكن الاحتلال من توقيف القافلة بالطرق الدبلوماسية موضحا ان المستشار القانوني للحكومة والنائب العسكري العام واكبا جميع النشاطات المتعلقة بهذه القضية لاسداء المشورة القضائية اللازمة.
ولفت النظر الى انه اجرى اتصالات مع اعلى المستويات في تركيا قبل انطلاق القافلة ولكنه تبين كلما اقترب موعد الانطلاق ان المجهود السياسي لن يؤت ثماره ولن يؤدى الى وقف القافلة .
واعرب نتانياهو عن اقتناعه بانه سيتم الكشف عن الحقيقة وسيتضح - بعد ان تنتهي اللجنة من تقصي حقائق عملية الاستيلاء على قافلة السفن الدولية - ان دولة الاحتلال وجيش الاحتلال تصرفا وفقا للقانون الدولية وان جنود جيش الاحتلال تحلوا بقدر لا مثيل له من الشجاعة على ظهر سفينة مرمرة التركية لدى قيامهم بواجبهم ودفاعهم عن انفسهم من خطر حقيقي. واضاف انه يثق بجنود جيش الدفاع وان دولة اسرائيل فخورة بهم.
واضاف ان اسرائيل لم تستمع الى اي رسالة علنية من الحكومة التركية لتهدئة الخواطر في صفوف النشطاء الذين كانوا على متن السفن.
وقال :" ان رئيس الوزراء التركي كان قد اجتمع في نفس الفترة مع الرئيسين الايراني والبرازيلي لاصدار بيان مشترك بشان المشروع النووي الايراني مما اوحى بتعزاز التعاون والتضامن بين تركيا وايران ".
وردا على سؤال حول قانونية فرض الحصار على قطاع غزة عدد نتنياهو الاسباب التي دفعت اسرائيل الى القيام بهذا الاجراء مشيرا بوجه الخصوص الى تحول قطاع غزة الى ذراع حربي لايران بعد استيلاء حركة حماس عليه وقيام حماس باطلاق الصواريخ واحتجازها لجندي جيش الاحتلال .
وأضاف : " ان سياسة حكومة الاحتلال تتمثل بالرد على اعتداءات حماس وبالعمل على الافراج عن غلعاد شليط ".
وذكرت صحيفة (هأرتس) ان نتنياهو تهرّب ما لا يقلّ عن 6 مرات عن الردّ على أسئلة أعضاء اللجنة في الجلسة العلنية طالبا الرد عليها في الجلسة المغلقة.
ويشار الى ان نتانياهو هو الشاهد الاول الذي يمثل امام لجنة تيركل وقد تساور قبل الإدلاء بإفادته مع المحامي دوري كالغسبلاد - الخبير القضائي رقم واحد في اسرائيل في مجال لجان التحقيق.
التعليقات (0)