باحث مصري يحذر:الأكياس والعبوات "البلاستيك"اهم اسباب انتشار امراض السرطان
> د. رمزي بسيوني: التفاعل بين مواد العبوات والمواد الغذائية المعبأة داخلها ينقل العناصر الضارة والسامة من العبوة للغذاء
> أظهرت دراسة حديثة أن عادة تعبئة الفول المدمس في أكياس بلاستيكية مع الملح والزيت تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة
الدراسة تحذر من استخدام الأكياس التي يعبأ فيها الفولرغم اختلاف العديد من العلماء والباحثين حول استخدامات منتجات البلاستيك مثل الأكياس والزجاجات التي تعبأ فيها المياه والمشروبات الغازية المصنوعة من البلاستيك، فإن الجميع اتفق علي أن منتجات البلاستيك المستخدمة في تعليب وتغليف الطعام لها صلة مباشرة بالإصابة بأمراض السرطان والكبد.
ويؤكد الباحث بمعهد بحوث الأغذية بمركز بنها الدكتور رمزي بسيوني جمعة أن استخدامات البلاستيك في التغليف والتعبئة للغذاء خطر كبير رغم أنه يزداد عاماً بعد عام ليصل إلي ملايين الأطنان.
وتنحصر مواد البلاستيك المستخدمة كليًا وعالميًا في عدد محدود من البوليمرات مثل البولي إيثلين «P.E» والبولي بروبلين «P.P » والبولي استرين، « P.S» والبولي كربونات والبولي استر «T P.E.»، والبولي فينيك كلوريد «Pvc».
وتستخدم هذه المواد أساسًا في تعبئة الغذاء والدواء من الأنواع الصلبة ونصف السائلة والسائلة إضافة إلي الخضراوات والفاكهة الطازجة والمحفوظة أيضًا في الوجبات الجاهزة.
ويحذر الدكتور رمزي من عيوب عبوات البلاستيك، مؤكدًا أن هناك بعض السلبيات التي تنشأ عن استخدام البلاستيك في تعبئة وتغليف الغذاء كالتفاعل المتبادل بين مادة العبوة والمحتوي Packing food، وقد يسبب ذلك الانتقال بعض العناصر الضارة أو السامة من مادة العبوة إلي الغذاء المعبأة بها وهذه المواد تنحصر في إضافات البلاستيك من المونومرات والملونات والمذيبات والأصباغ وغيرها وقد تتحلل مواد البلاستيك بتأثير الرطوبة والحرارة ومدة التخزين إلي مواد عضوية أولية تؤثر أيضًا في المحتوي وقد تسمح مادة العبوة بنفاذ الأبخرة والغازات من وإلي المنتج المعبأ بالإضافة إلي استخدام مواد بلاستيكية مدورة «معاد تصنيعها» أو غير معلومة المصدر في معظم الأحيان من مقالب الزبالة أو من مخلفات المستشفيات والمصانع غير المرخصة صحيًا وبيئيًا «تحت السلم» مما يشكل خطرًا كبيرًا علي صحة المواطنين، وهذا محرم محليًا ودوليًا.
وأضاف الباحث أنه تم إجراء بعض الدراسات بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية - قسم هندسة التصنيع والتعبئة والتغليف- علي التفاعل بين مادة العبوة البلاستيكية والمنتج المعبأ، مثل تعبئة المياه المعدنية والمياه الغازية في زجاجات البلاستيك بولي استر «PET» وجد أن مركب الاستيالدهين ينتقل من العبوة إلي المياه المعدنية بنسبة كبيرة، ومن المفترض أن هذا المركب لا يوجد في المياه الطبيعية بأي نسبة وتزداد هذه النسبة المنتقلة من العبوة إلي المياه بزيادة فترة التخزين لذلك يفضل عدم استخدام المياه المعبأة ولو كان من الضروري استخدامها فيجب ألا يتعدي ثلاثة أشهر فقط من التخزين يكون عندها تركيز الاستيالدهين أقل ما يمكن.
وبالنسبة للمياه الغازية المعبأة في زجاجات البلاستيك وجد أن مركب الاستيالدهين ينتقل بتركيز أعلي عن المسموح به دوليًا لذلك ينصح بعدم استخدام المياه الغازية الملونة مثل الكوكاكولا وخلافه نهائيًا ولو كان ضروريًا استخدام المياه الغازية في البلاستيك يفضل المياه الشفافة علي ألا يتعدي شهران علي إنتاجها ويوجد مركب الاستيالدهين بنسبة كبيرة في بعض أنواع المياه الطبيعية والغازية الموجودة في السوق المصرية وهذا المركب له تأثيرات سامة في الكبد ويسبب السرطان.
ويؤكد د. رمزي أنه تم إجراء دراسة أخري علي الفول المدمس المعبأ علي الساخن في أكياس بلاستيك بإضافات «زيت وملح» وبدون إضافات سواء كان فولاً صحيحًا أم مهروسًا وكذا الخبز المعبأ في الأكياس البلاستيك، وهذه الدراسة من الواقع المصري وهي ظاهرة انتشرت في مصر في كل مكان حتي في الريف المصري وتوصلت هذه الدراسة إلي أنه يحدث تفاعل بين الأكياس البلاستيك والفول والخبز المعبأ في الأكياس البلاستيك وينتقل علي إثره بعض المواد الكيميائية من الكيس البلاستيك إلي الفول والخبز والتي بدورها تنقل الأمراض الخطيرة إلي الإنسان الذي تناول الفول والخبز، حيث أظهرت النتائج أن إضافة الزيت والملح إلي الفول يزيد سرعة التفاعل وانتقال المركبات الكيميائية الضارة، أيضًا الفول المهروس يحدث به معدل تفاعل أسرع وانتقال سريع للمركبات الكيميائية الضارة نتيجة لزيادة مساحة السطح المعرض للكيس البلاستيك المعبأ.
ويشدد د. رمزي علي أهمية توعية الشعب من خلال نشر الأبحاث في الجرائد والمجلات والحديث في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وعرضها بأسلوب سهل بسيط يفهمه العامة ويؤكد دور الرقابة الحكومية مثل وزارة الصحة والصناعة والبيئة بالتشديد علي صناعات الغذاء والدواء وتعبئتها وحفظها وتخزينها وتداولها والرقابة المستمرة علي هذه المصانع ومحاسبة المخالفين وتشديد الرقابة علي المنافذ الجمركية لمنع استيراد أي مواد معاد تدويرها لغرض تصنيعها في الداخل في أوعية الغذاء والدواء.
كما شدد الباحث علي ضرورة وضع علامة مميزة علي كل منتج بلاستيك أو معدني بصلاحيته للاستخدام الآدمي في الغذاء والالتزام بلوائح الاتفاقيات العالمية مثل WHOوالأيزو- FDA بالمواد المصرح بها والمسموح استخدامها في حفظ وتغليف الغذاء ووضع هذه العلامات بشكل أوضح علي العبوة وكذلك الالتزام بقواعد الصحة العالمية.
المصدر : الدستور
التعليقات (0)