مواضيع اليوم

باحثون ومؤرِّخون: «عاصمة الثقافة الإسلامية».. 400 فعالية بلا فاعلية

بارك عدد من من الشخصيات الإسلامية اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013م، معتبرين ذلك مبادرة موفقة، لنشر السيرة النبوية، ومن أجل التعرف على الميراث الإنساني والحضاري الذي خلده الإسلام انطلاقاً من هذه المدينة. إلا أن ما قدم من فعاليات احتفاء بهذه المناسبة، منذ افتتاحها قبل أكثر من أسبوعين، لم يرض طموح مؤرخين وباحثين وإعلاميين، لعدم جدواها، واقتصارها على فئة معينة (المثقفين والأدباء)، حسب قولهم. وأكد مدير تعليم المدينة المنورة السابق، الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي، لـ «الشرق»، أهمية تفعيل المكانة الدينية للمدينة المنورة في الفعاليات، بدلا عن الجانب النظري التلقيني المكثف، المتمثل في المحاضرات والندوات الثقافية وغيرها، مشيرا إلى أنه يمكن للجنة العليا تدارك فشل المناسبة، عبر تفعيل الجانب المكاني والتفاعلي للاحتفالية. وأوضح أن «هناك عديداً من الأماكن في المدينة المنورة لها صلة بتاريخ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، ومنها جبل أحد، وسيد الشهداء، ومسجد قباء، وغيرها من الأودية والمساجد المتعلقة بالثقافة الإسلامية منذ عهد السيرة النبوية، وكان يجب على الأمانة العامة للمناسبة تنظيم رحلات لتلك الأماكن لزوار المدينة المنورة وأهلها، وتوفير مرشدين بتلك الأماكن لتوعية الزوار وتعريفهم بالتاريخ الإسلامي الحقيقي»، منوها بأن عدد الفعاليات المذكورة في المناسبة والمقدرة بـ 400 فعالية، أنواعها وأنشطتها مشابهة للفعاليات المقامة احتفاء بمدينة مرسيليا في فرنسا، التي يحتفل بها عاصمة للثقافة الأوروبية. وفي السياق ذاته، انتقد الباحث والمؤرخ بتاريخ المدينة المنورة أحمد مرشد، ما وصفه بـ «المجاملات» في تعيين مسؤولين على تلك الفعاليات، موضحا أن عديداً من كبار الباحثين والمؤرخين في المدينة المنورة غابوا عن لجان الفعاليات، ولم يتم اختيارهم أو دعوتهم كحضور شرفي حتى لتلك الفعاليات أو اللجان. واستنكر مرشد، في حديثه لـ «الشرق»، عدم اختيار الباحثين من المدينة المنورة في المحاضرات والندوات المقامة كمتحدثين، واستضافة آخرين من دول عربية وإسلامية للحديث عن تاريخ المدينة المنورة، مشيرا إلى أن ذلك أسهم في ضعف الفعاليات المقامة حتى الآن، وأثبت في الوقت ذاته عدم جدوى الاحتفاء بالمناسبة، كون المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية منذ عهد النبوة. وثمن مرشد رعاية ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفل الافتتاح، مشيرا إلى أن ذلك أضفى نوعا من الجمال للمناسبة والإعلان المنشود عنها داخل المملكة وخارجها. وأشار مرشد إلى أنه لا فرق بين الفعاليات الثقافية والأدبية والعلمية التي تقام سنويا في المدينة المنورة، وبين الفعاليات التي تقام احتفاء بالمناسبة، عدا إضافة عبارة «ضمن فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية»، وتضمين «شعار المناسبة للخطابات الرسمية والدعايات المحدودة». وقال إن عدم اختيار الأماكن التي يرتادها الأهالي والزوار، مثل الأسواق والمجمعات التجارية، والحدائق العامة، وأماكن المعالم التاريخية والآثار الإسلامية، التي تشهد توافد أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين يوميا، أفقد تعريف هؤلاء بالمناسبة التي تحتفل بها المملكة عامة، والمدينة المنورة على وجه الخصوص. من جانبها، قالت الإعلامية والكاتبة الصحفية إيمان أحمد: «لا ضير أن نحتفل في بيوتنا بمناسبة المدينة عاصمة الثقافة الإسلامية، لأن في الخارج مناسبة كتبت على اللوحات والجدران فقط!». فيما قال ضياء عطار، وهو أحد وجهاء المدينة المنورة، إن «المدينة المنورة اختارها الله عزوجل ورسوله لتكون عاصمة للعلوم والثقافات، ولم يخترها البشر، وهذا الاختيار العارض الآن جاء من الغرب على سياق اختيارهم مدينة من مدن العالم كعاصمة للثقافة، ونحن الذين كان يستوجب علينا الاهتمام بهذه المدينة الشريفة كعاصمة للثقافة الإسلامية والمسلمين».




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !