كثيرة هي المنافذ التي تنشر الفكر الحركي وتغلفه بعباءة الدين والتدين , فالسلفية الحركية ذات المدارس المتعددة تتغلغل داخل المجتمعات سالكة عدة طرق فالجمعيات الخيرية ومراكز الدعوة وأنشطة الجامعات والمدارس ليست الطريق الوحيد لتغلغلها , بل هناك طرق ملتويه كثيرة ومن بينها مركز باحثات لدراسات المرأة . جميل أن يكون هناك مراكز دراسات وأبحاث تٌناقش العقبات وتضع الحلول لكثير من المشكلات , واضعه في إعتبارها الإستقلالية الفكرية التي هي الضمانة الوحيدة للسير في الطريق الصحيح , سيطرة فكر معين أو مدرسة معينة على بعض المراكز عملية مجحفة شعارها التسلط وهدفها فرض الأراء بالقوة الواقعية "الأمر الواقع" وذلك يتجلى في مركز باحثات وغيره من المراكز داخل السعودية وخارجها ! عقد مؤخراً ملتقى المرأة السعودية الثاني الذي نظمة وأشرف عليه مركز باحثات , وكان عنوان اللقاء المرأة العاملة حقوق وواجبات عنوان جانبي يندرج تحت العنوان الأبرز المرأة السعودية مالها وماعليها , لم يكن مستغرباً غياب النساء كمتحدثات رسميات بذلك الملتقى الذي قدم نفسه كحاضن ومناقش لهموم المرأة فكيف يكون باحثاً لقضايا المرأة وهو يقصيها بطريقة مباشرة وغير مباشرة احياناً ؟ الفكر الحركي بدأ يتخذ وضعيات متعددة ومختلفة عن السابق , فالمؤدلجات من النساء كثيرات وبعضهن بدأن فعلياً في ممارسة الدعوة الحركية بطريقة غير مباشرة معتمدات على تزكيات حركيين متسترات بأغطية طابعها مؤسسي , مؤسسات المجتمع المدني هدفها الوقوف بصف المجتمع وعلى مسافة واحدة منه مبتعده عن الأدلوجيات والصراعات الفكرية أما تحولها لأدوات تجييش وخلق صراعات وفرض رؤى وزرع أدلوجيات وأفكار فتلك سابقة خطيرة لانها تغذي افكار خاطئة بطريقة غير مباشرة ؟ هموم المرأة كثيرة وكذلك قضاياها ومن الأحسن ترك المرأة تناقش همومها وتطرح قضاياها دون وصاية من أحد مهما كان حجم ومكانة ذلك الأحد , فهي الأدرى والاعرف , أما بسط السيطرة على قضاياها وطبعها بطابع ديني وجرتلك القضايا والهموم لمنصات الملتقيات الفكرية من الخلف وعلى مرى ومسمع المجتمع فتلك هي الأدلجة بأم عينها , فالمجتمع بدأ يتوجس من تلك الملتقيات وأمثالها التي تشرعن الأفكار وتغيب الحقائق . قضايا المرأة حقوقية ذات طابع حقوقي بحت وصبغتها صبغة إجتماعية وليست دينية كما يتوهم البعض أوكما يصورة الأخرون فقضاياها لم ولن تتخطى حاجز المطالبات الحقوقية التي لا تعارض العقل والنصوص الشرعية ؟ الملتقيات الحقوقية والفكرية تضع النقاط على الحروف إذا كانت تٌدار بشفافية وتطرح القضايا بإستقلالية تامة أما إذا كان هدفها جلب المزيد من الأتباع لحظيرة غياب الوعي والعقل والمنطق , ونشر أفكار وصور مغلوطة وخاطئة فذلك هو التضليل الممنهج المفضيء لمزيد من الادلجة الفكرية والحركية ..
التعليقات (0)