باب السلام
رابح التيجاني
جبل الرحمة.عرفات
يا موئل المستضعفين جثوت مبتهلا
بأعتاب الرحاب الطاهرة
وباحة البيت الحرام ،
أهفو لرحمة سيد الأكوان
ورب الأنام ،
أنت السلام ومنك السلام
ودخلت من باب السلام
ومن أتى ملكوتك
أبدا وحاشا أن يضام ،
مولاي هبني ما تريده لي
فقد وجف الدعاء
وجف الكلام ،
وتهامت العبرات ساخنة
يلوعها الشهيق
وحرقة الندم المرير والملام ،
يا ناصر المستضعفين
لئن دعوتك سائلا
أفضالك الجلى
فقد عظم افتقاري
وانتشى هلعي
وأنت الله
أكرم الكرام ،
هذه الخلائق من ربوع الأرض
ساجدة
طائفة
ساعية
هائمة بأمواج الزحام ،
لا شيء غير الله
واسم الله
واسم رسوله شمس الهدى
بدر التمام ،
الحشر هذا
القيامة
الخروج من القبور
والشخوص إلى الأمام ،
الانبثاق
والخلاص من القيود
من الهباء
في التهجد والقيام ،
مرحى
ومرحى بالتلاشي في الفناء
كقطرة ماء ببحر
تشرئب إلى النجوم
في الظلام ،
ودنت بقربي
في مجاهدة
أسراب الحمام ،
تنثال في تسبيحها
تشدو بحب وانسجام ،
نور على نور
يعانقه الخشوع والهيام ،
والناس تغفو في السكينة
في وئــــــام ،
وأنا هنا
وهناك في الأيام
لست أرى كياني
لا ولا روحي
تسوخ في الرخام ،
ومع المصابيح المراوح
سلسبيل صفاء زمزم
يغسل أدران شرور النفوس
والسقام ،
مولاي
أين أنا
ومن أكــــــــون
دونما عنايتك التي لا ترام ،
أأنا أنا
لو ما ضمني هذا المقام ،
بجلاله
ويقينه
وشموخه المتألق
على الدوام ! ؟
أأنا أنا ؟ ؟
يا موئل المستضعفين جثوت مبتهلا
بأعتاب الرحاب الطاهرة
وباحة البيت الحرام ،
أهفو وأهفو
راجيا رضوانك الموعود
يــــــــــــــــا رب الأنـــــــــــــــــــــــــام .
( مكة المكرمة / ذو الحجة 1415)
التعليقات (0)