لا تستحق فقط قصيدة شــــــــــــاعر ::: فالحرُّ كمثلك يقتــــــــــضي ديوانا
أقم الصلاة بنا فأنت إمامـــــــــــــــــها ::: بل كن لمثلي سيـــــــــــدي رُبَّانا
وقد السفين إذا عتت أمواجــــــــــــنا ::: أقم الصلاة وأعلــــــــــــــــن الآذان
خسئ الرصاص فلعلع الدم صـــادحا ::: دمكم أرق فصاحة وبيانــــــــــــــا
خسئ الرصاص فليس يخنق صارخا :::غزلت يداه إلى الردى الأكفــــــان
أنسيتني عطرا لغزة منعشــــــــــــــا ::: وغرام غزة قــــــــــــاوم النسيان
فشهيد غزة للعدو حــــــــــــــــــــرابه :::وشهيد تونس زلــــــــزل الطغيان
كتب المسير بجرحه حيـــــــــن ابتدا ::: وروى الملاحم فانتهــــــى عنوانا
وقفُوا، مشَوا، شدوا الحبال فــهدموا ::: فينا الخنوع وحطمــــــــوا الأوثان
كتبـــــــــوا الأساطير الجميلة للورى ::: عشقوا الثرى فتحولوا فــــرسانا
قرطاج يا قـــــــرطاج صوتك في دمي ::: هز الوجود وحرك الوجـــــــــــدان
الحق حصحص حـــين هز مسامعي ::: وأَدَانَ بالدم سارقا خـــــــــــــوانا
اليوم زين العابدين فمــــــــــن غدا ؟ ::: إلا عـــــــــــلوجا أفسدوا الأوطان
عفت القصائد أن تكون حـــــــــروفها ::: حبرا وجرحـــــــــك مسكب وديانا
وهزئت باللغة المصفف ســـــــطرها ::: مالم تحل كلماتــــــــــــــها ألحانا
هزلت قصائدنا الجميلة كلــــــــــــها ::: إن لم يحولها الردى أوزانــــــــــــا
وشواظَ جمر أزَّ فوق خنوعــــــــــــنا ::: ولهيب نار يحرق الطغيـــــــــــــان
يا بائعا تلك الخضار طــــــــــــــــــرية ::: هل خضرواتك توقد النيـــــــــــران
هل خضرواتك أنت كنت تـــــــــريدها ::: لهبا ليصبح ضوؤها فتانــــــــــــا؟
نم في الجنان فديت تونس فليــقم ::: عرس فمثلك أبطل البهتــــــــــان
دعني أداعب خضرواتك عــــــــــــلها ::: ستحيلني من غفوتي يقضانــــا
الياسمين لقد تضوع مــــــــــــسكه ::: رهبا يهز بعطره الأكـــــــــــــــــوان
التونسي القيرواني الــــــــــــــــــذي ::: هز الوجود وحرك الطـــــــــــــوفان
أشعلتها ومشيت تحتضــــــن الردى ::: متبخترا تهوى العلا جــــــــــــذلانا
مثل المسيح كتبت سطر حــــــكاية ::: ومضيت تنقذ شعبك الحيــــــــران
القيرواني الخجول فعلتـــــــــــــــــــها ::: وعبرت فوق خضوعنا نشـــــــوانا
يا أم لا تبك الشهيد فمثــــــــــــــــله ::: في معجمي لا يـــــشبه الغلمان
هذا نبي قام يقرأ وحــــــــــــــــــــــيه ::: ويؤم خلف حروقه الأقـــــــــــــران
والله إنك ما رميت وقد رمــــــــــــــــى ::: رب فألب خلفك الأعـــــــــــــــوان
ويقول للقدر استجب فإذا الفتـــــــى ::: شد الرحال يقاوم الســــــــــجان
المستحيل لـــــــــــــقد تحقق راغما ::: فتعطرت بالمستحيل دمــــــــــانا
سحرية منك الخضار تحـــــــــــــــولت ::: لهبا يشع ضياؤها ودخـــــــــــــانا
وجميلة منك الأنامل أبدعــــــــــــــت ::: كم كنت في لوحاتها فنانــــــــــا؟
فأتى يهجيها الطغاة فـــــــــــــــــقرروا ::: منك الرحيل وآثروا الإذعــــــــــان
فالتيه يرحل والسراب مرغـــــــــــــما ::: لم يلق أصحابا ولا خــــــــــــلانا
أين الفرنسي الحقود حليـــــــــــفكم :::والكلب يأكل جروه أحيانـــــــــــا
زيتونة لحن السمــــــــــــــــاء وصوتها ::: قامت تعانق في الضحى الرمان
فإذا أراد الشـــــــــــــــعب يحيا فليرق ::: دمه، ليجعل روحه قــــــــــــربانا
هاتيك تونس قد رفـــــــــــعت صداقها ::: وبلا دم لن نرجع الأوطــــــــــــان
كم أنت تشبهني فلونــــــــــــك فاتح ::: في سمرة لا تحجب الألــــــوان
أشعلتها ومشيت تلــــــــــعن صمتنا ::: وتركت خلفك مشعلا هتانــــــــا
كم أنت تشبهني فخلــــــــــت بأنني::: في نبض قلبك أسكن الشريـان
قل للذي صعد المشانق زاحــــــــــفا ::: ذكرتنا يوم الرحيل زبانــــــــــــــا
والشابي يـــــــــــــقول للقيد انكسر ::: ونشيد مفدي زلزل القضبــــــان
بائع الخضار بقلم الشاعر الجزائري محمد براح
التعليقات (0)