بسم الله الرحمن الرحيم
بئر الرفات
سرقت أشرعتي
في وسط البحر
وغاب قمري عن السماء
وحين مد الخوف
حبلا الى رقبتي
تدلت كل طموحاتي
في بئر ضم آمالي
الصغار والكبار
يسمى بئر الرفات ....
لم يتدلى منه حبلا للنجاة
يشد يداي ...وقد وهنتا
ولم يغرق فيه يوسف
ولا مات .....
ولم تسمع من ساكنيه
نداء استغاثة
او أي صرخات ....
وماتت فيه الضحكة
ووأدت في فم الزمان
كل الكلمات .....
وعشت فيه ....وحيدةً
بين جثث الأحباب
وهياكل الموتى
وقد رمت عظامها
وتحولت الى فتات ......
وحاولت التسلق على
جدرانه الزلقة
فانزلقت كل آمالي
قبل أقدامي
وما زلت غير ......أقدام الحفاة
فلوا انتعلنا
جلد التماسيح
لما خانتنا الدموع
ولما صار البئر غائرا
وما نشف ماءه على الخوف
وضمت جنباته
قلوب القساة ......
والقسوة
كانت سيدا له
ذو سوط ....طويل
ومهاميزها تضرب الزمن
عندما غفا على .....السكات
ورضا بالموت ...ذبحا
في دكاكين .....الغزاة
وسيقت رغباته
بالموت حرا ً
الى المسالخ كما .....الشاة
وما ازدهرت تجارة الرقيق
ولحمنا الرخيص
صار .....يقدم ألوانا
على الموائد
في صحون ......البغاة
وطغاة عصر الذل
ماتوا ...صغارا ً
على أرصفة .....الكبار
حين تسلموا راية .....الموت
وحملوها .....علماً
ًيرفرف على الفجيعة
وربما لفت عمامة ......
على رؤوس .......الدعاة
وكم كان الموت رائعا
حين لف جسده بثوب الفقر
ولبس رداء الكذب
والضحك على الذقون
واقتيد الى حائط الزمن ...
الردى ...
مرغما ً
فدفنا الكرامة ...حين ذاك
حفاة ...عراة....
عار ...على المرء
وأد ظله
فلن يكون الظل ندا ً
للصفات .....
صفات حسبت على المتخم
نعمة ...
وعدت على الفقير.....
سيئات ....
وسوءة الغدر ...امض سلاحا
من الموت
واحد نصلا من السكين
حين تغرز في الظهر
غدرا ...وفي الظلمات
وظلامه الأهل
تبقى عصية ً
على الهداية
وغوايتها أسهل
على الغواني
...تقولا
من تلقي العظات
وعضة الغدر ...لا تعدلها
إلا عضة الكلب
وان كان بريئا من الغدر
والوفاء طبعه
وكم من الوفاء
ما يحسب على .....
الضعف.... والهنات
هنا قلبي ..
وهنا وجيعتي
وهنا أموت
وادفن .....حيث لا خوف
ولا أماني كاذبة
ولا وعود تقال
ولا تعطى ....
هنا .....في بئر الرفات
التعليقات (0)