مواضيع اليوم

بؤس الشباب والرياضة في زمن الوزيرة

ayoub rafik

2009-07-30 15:00:39

0

 

منذ أن التحقت وزيرة الشباب والرياضة نوال المتوكل بالحكومة المغربية قادمة إليها من عالم ألعاب القوى والتخوف كان واضحا في أن تغير سياساتها التي ستتبعها على بعض المشاريع التي بدأها خلفها على نفس الكرسي محمد الكحص.
وقبل أن أخوض في نقاش هذا الأمر لابد من تسجيل بعض الملاحظات أهمها:
- كوني لا أنتقص من كفاءات السيدة الوزيرة في تسيير قطاع حيوي كالشباب والرياضة ولا أؤيد الوزير السابق في شخصه لأني لا أعرفه ولم يكن لنا سابق لقاء .
- استحسان بعض المشاريع التي باشرتها الوزارة، في عهد سلفها، حتى من طرف دوائر رسمية حيث بدأ عمله بإطلاق سلسلة من المبادرات التي لقيت استحسانا واضحا وحركت قطاعا كان إلى وقت قريب في طي الرفوف.
وقد بدأت تتضح للعيان فعلا بوادر هذا التخوف، بعد إلغاء بعض المشاريع السابقة وإطلاق أخرى حيث غلبت عليها صبغة الرياضة على حساب باقي القطاعات التي تعتبر من صميم اهتمام الوزارة. وفيما يلي بعض الأمثلة على ما ندعي حتى لا أتهم بالتعميم و حتى لا أتهم بأني أبخس الناس أشياءهم.
فأول برنامج كان ضحية السياسة الحالية لوزارة السيدة العداءة السابقة هو إلغاء برنامج "عطلة للجميع" وتعويضه بـ"برنامج العطل والترفيه" حيث كان يهدف الأول إلى تمتيع أبناء هذا الوطن خصوصا المنتمون إلى الطبقات المسحوقة، من فرص التخييم حتى تعم الاستفادة، و كان الحلم هو إيصال عدد المستفيدين من هذا البرنامج إلى 200 ألف طفل مغربي، ولم يصل الأمر إلى إلغاء عنوان البرنامج فقط بل طال عدد المستفيدين الذي تم تقليصه إلى 70 ألف هذه السنة. حيث أقنعت الوزارة الهيئة الوطنية للتخييم، والتي تظم الجمعيات الوطنية العاملة في هذا المجال، إلى تقليص العدد بمبرر ترشيد النفقات حسب ما جاء في بعض التقارير الصحفية.
كما طال الإلغاء برنامج "الجامعات الشعبية" الذي يقدم المعرفة للجميع على شكل ندوات ومعارض في القاعات العمومية على مدى أيام طويلة، إضافة إلى جهل مصير برنامج "المعرفة للجميع" وبرنامج "قافلة المعرفة" كما جاء في العدد الأخير من أسبوعية الأيام.
وفي مقابل هذا كله، استفاد قطاع الرياضة من حصة الأسد في سلم اهتمامات الوزارة حيث استفاد في المرة الأخيرة من منحة ضخمة تقدر ب 25 مليار سنتيم لدعم الفرق الوطنية في كرة القدم من أجل رفع تنافسية البطولة ودخول العصبة الاحترافية في الموسم 2010- 2011.
استقراءنا لهذا المسلسل يجعلنا نحسم بأن الخاسر الأكبر في كل هذه المشاريع الجديدة هو الطفولة المغربية، حيث أصبحت الرياضة ذات أهمية كبرى في نظر القائمين على أمور وزارة السيدة المتوكل على حساب المخيمات وبرامج القراءة ونشر المعرفة، وهذا ينم عن قصور في ترتيب سلم الأولويات.
إن الخسائر الفادحة التي لحقت بقطاع الرياضة (كرة القدم، ألعاب القوى، كرة المضرب،...) ليس مرده إلى نقص في الموارد المالية المخصصة للقطاع، باعتبار أن الأموال الطائلة الخاصة بجامعة كرة القدم (على سبيل المثال لا الحصر) تعد بملايين السنتيمات، إنما يرجع إلى عدم إعطاء الأولوية لتأهيل العنصر البشري وغياب روح القتالية لدى أغلب اللاعبين والمسيرين وتفضيل الإطار الأجنبي على الإطار المغربي، ولو سنحت الفرصة للطاقات الوطنية وعملت في جو من الاحترام والمحاسبة لأعطت الدليل على التفاني في خدمة الرياضة الوطنية، (تجربة المدرب الوطني بادو الزاكي مع المنتخب الوطني في نهائيات أمم أفريقيا بتونس والآن مع نادي الوداد البيضاوي) و(إجهاض تجربة سعيد عويطة كإطار تقني للمنتخب الوطني لألعاب القوى مؤخرا)، وفي هذا الباب كنت دائما أطرح سؤال لماذا لا تلمع صورة اللاعب المغربي إلا خارج الملاعب الوطنية.
إننا لسنا ضد الرياضة عموما، لكننا بحاجة إلى الاستفادة من تجارب الجيران في تدبير ملف الشباب والرياضة (حالة مصر مثلا مع ناخبها الوطني) وإعطاء الوقت الكافي لأي مشروع وطني حتى تظهر نتائجه، كما أننا في أمس الحاجة إلى القطع مع عقدة الأجنبي الدي يعتبر في نظر بعض المتنفذين في أجهزة الدولة هو مالك عصا موسى لحل مشاكل البلاد، كما حان الوقت لإيلاء العنصر البشري الوطني كامل الأهمية للعمل في جو يسوده الاحترام بدل الفوقية والهيمنة والوصاية.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات